فرقة طويس للموسيقا الشرقية بين المقامات التركية ومؤلفات مؤسسها

اختارت فرقة طويس في أمسيتها التي أقيمت على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق مساء الثلاثاء 13/10/2009 مجموعة قطع موسيقية شرقية، خمس منها بتوقيع مؤسسها الموسيقي السوري عصام رافع،

جاءت عناوينها شاعرية /أصوات خافتة، أوتار، بعد أربعة أيام، رائحة المطر، على عجلة، وأخرى للشريف محي الدين حيدر، سماعي عشاق وأربع مقطوعات لمؤلفين أتراك وهم:‏

آسديك أفندي/ بشرف محير كردي/ طاطيوس أفندي/ سماعي حجازكار كرد/ جوكسيل باكتاجير/ حرمان وليوردال توكجان قدمت رقصة.‏

بعد عدة حفلات لهذه الفرقة منذ تأسيسها عام 2004، أصبح هدفها واضحاً ، حيث تبحث في جذور الموسيقا العربية والشرقية، وخاصة الآلية الصرفة منها، وتحاول أن تقدم هذه الموسيقا بأسلوب جديد ومعاصر، ولكن كما شقيقاتها من فرق الحجرة الشرقية وقعت في فخ التكرار، حيث يكون لكل حفلاتها نفس الطعم واللون، وتكاد لاتفرق بين حفلة وأخرى، وهنا لاأنكر لذة هذه الطعمة وزهوة لونها، كما لم يبق خافياً على أحد أن طويس تقدم صورة مصغرة على ماتقدمه الفرقة الوطنية للموسيقا العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقا بدمشق المقلة في الإنتاج ولاندري لماذا...؟‏

ربما تعود هذه الصورة لأن قائد الفرقة المذكورة هو نفسه مؤسس وقائد تجمع طويس ولكل موسيقي خط واحد يمشي عليه ليقدم رسالته مهما كبر طاقمه أوصغر.‏

اعتمدت طويس في حفلتها المذكورة على ارتجالات ممتعة بآلة العود والقانون والناي وارتجال وحيد على آلات الايقاع وهو أكثر ما أدهش الجمهور، وبقي دور الكونترباص ثانوياً لربما حاول الطاقم استثناء هذه الآلة كونها آلة متداخلة مع الموسيقا الغربية أكثر.‏

يمكن أن نقسم البرنامج إلى قسمين: الأول جاء هادئاً رومانسياً اهتم أكثر بالتفاصيل والجملة الموسيقية الدقيقة، أداه العازفين بأمانة وبلغة اكاديمية عالية المستوى والآخر ذو رتم سريع لايقل عن السابق أهمية، عموماً ماقدمته فرقة طويس في تلك الليلة يثلج الصدر، ويعطينا أملاً بموسيقانا التي باتت تشكل إحدى مميزات حياتنا الثقافية والاجتماعية وخاصة أنها خطت لنفسها نهجاً مهنياً واضحاً بالحفاظ على التخت الشرقي وعلى طهارة الموسيقا الشرقية.‏

ادريس مراد

المصدر: الثورة