اعتقال 61 رجل أمن في العراق بينهم كبار القيادات
اعتقلت السلطات العراقية، أمس، العشرات من رجال الأمن وأحالت قائد عمليات بغداد على التقاعد، فيما طلبت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي من رئاسة المجلس تحديد موعد عاجل لاستضافة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة، على خلفية تفجيرات الأحد الماضي، في وقت قتل فيه جنديان أمريكيان.
وقال المتحدث باسم الخطة الأمنية في بغداد، اللواء قاسم عطا، إن من بين المعتقلين ال61 الذين اعتقلتهم عناصر الجيش والأمن 11 ضابطاً، بمن فيهم كبار القادة العسكريين والأمنيين. وأوضح أن المعتقلين هم المسؤولون عن الوضع الأمني في حي الصالحية، حيث وقع الانفجار الدامي الذي استهدف مكاتب ومؤسسات حكومية، ومن بينها مقر وزارة العدل.
في السياق، أصدرت قيادة عمليات بغداد بيانا جاء فيه أنه تقرر توقيف مسؤولي القطاعات والجهات التي تحدث فيها خروقات أمنية مستقبلاً وإحالتهم على القضاء.
وكان متحدث باسم وزارة الصحة العراقية قد أعلن، أمس، ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات الأحد التي استهدفت وزارتي العدل والبلديات ومبنى محافظة بغداد، إلى 153 قتيلاً وأكثر من 500 جريح، مضيفاً أنه “من الصعب تحديد عدد الرجال والنساء والأطفال بين الضحايا”.
في السياق، طالبت لجنة الأمن في البرلمان العراقي باستضافة المالكي والقيادات الأمنية على خلفية تفجيرات الأحد الدامي. كما طالبت اللجنة باستدعاء عدد من القادة الأمنيين بينهم وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني وقائد عمليات بغداد ومدير جهاز المخابرات ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة لتوضيح أسباب وملابسات التدهور الأمني الأخير المتمثل بتفجيرات الأحد الماضي بمنطقة الصالحية وسط بغداد.
وقال رئيس البرلمان إياد السامرائي “إن لجنة الأمن والدفاع طلبت من الوزارات الأمنية عن طريق هيئة رئاسة المجلس إعداد تقرير مفصل عن التفجيرات الأخيرة التي شهدتها بغداد”.
من جانب آخر، افتتح إياد السامرائي حملة للتبرع بالدم لضحايا تفجيرات الصالحية، وشدد خلال تبرعه بالدم على أن ذلك اقل ما يمكن أن يقدمه إلى شعبه ووطنه، داعيا جميع العراقيين إلى التكاتف فيما بينهم وتفويت الفرصة على من يحاول أن يستهدف وحدة العراقيين وأمن مجتمعهم.
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الأمريكي، أمس، في العراق عن مصرع أحد جنوده متأثراً بجراح أصيب بها جراء حادث غير قتالي في جنوب العراق أول أمس، فيما قتل آخر في حادث قتالي في الكويت، بينما انفجرت سيارة مفخخة يعتقد أن انتحاريا يقودها بوسط مدينة بعقوبة أثناء مرور دورية للجيش الأمريكي، من دون معرفة الخسائر في صفوف جنود الدورية بسبب الطوق الأمني الذي فرض على المنطقة.
وأدى سقوط قذيفة هاون على مركز للتطوع في سلك الشرطة بالموصل مركز محافظة نينوى إلى إصابة اثنين من عناصر المركز بجروح بالغة وإلحاق أضرار مادية بمبنى المركز.
أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن لدى حكومته دليلاً وصفه بالقوي والملموس على دور سوريا في التفجيرات التي شهدتها بغداد الأحد الماضي وأودت بحياة أكثر من 150 شخصاً، وذلك بالتزامن مع تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال فيه انه سيوفد مسؤولا كبيرا بالمنظمة الدولية إلى العراق قريبا لمناقشة سلسلة تفجيرات دموية وقعت مؤخرا في بغداد.
وقال كي مون للصحافيين “استجابة لطلب من حكومة العراق سأوفد مساعد الأمين العام أوسكار فرنانديز-تارانكو إلى العراق لإجراء مشاورات أولية فيما يتعلق بأمن وسيادة العراق”، وأوضح أن فرنانديز-تارانكو لن يبدأ تحقيقا، حيث إن إجراء تحقيق رسمي يحتاج إلى “تكليف واضح من مجلس الأمن”.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أمس، اتهم زيباري سوريا ب “تقديم ملاذ آمن للمفجّرين”، ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة حكومته على التصدي لمن وصفهم بالمتمردين والانتحاريين. وطالب الأمم المتحدة “بالتحقيق في التدخلات الخارجية في شؤون بلاده الداخلية”.
وقال زيباري إن تفجيرات الأحد الماضي التي استهدفت وزارتي العدل والأشغال ومحافظة بغداد “قوّضت الثقة بقوات الأمن العراقية”، مشيراً إلى أن حكومته تملك دليلاً قوياً وملموساً على دور سوريا فيها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد