شنق أباه وأمه تحرق جثته
ادعى (ع..) أمام النيابة العامة بجبلة، أن والده قد خرج من المنزل قبيل ثلاثة أيام من هذا الادعاء، قاصداً منزل شقيقه في دمشق (ز..)، إلا أنه لم يصل حتى تاريخه الى بيت أي من أبنائه، أو حتى أقاربه.
وقد نظم بحادثة اختفاء هذا الأب الضبط رقم (267) الصادر عن مخفر عين الشرقية.. وأذيع عنه البحث.. غير أنه وبنفس تاريخ هذا الضبط، ادعى ابن المفقود الآخر في دمشق (زكوان) على والدته وأخيه -مجيد- للاشتباه بأن لهما علاقة بموضوع تغيب أبيه كل هذه المدة، نظراً لوجود خلافات عائلية مزمنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً بينهم...
بالتحقيق مع المدعى عليهما اعترف م.. أولاً أنه أقدم على ضرب والده بيده على صدره، ما أدى الى وفاته وأكدت والدته هذه الحادثة.
- تبين أن المدعى عليهما أقدما بالاشتراك على خنق المغدور بحبل ومن ثم أحرقا جثته داخل موقد قرب المنزل، وبعد تفحم الجثة تقول المدعى عليها:
إنها قامت بتفتيت بعض العظام (وقطعة من الجمجمة) بقيت منها، بواسطة «قدوم» ثم جمعت هذه (البقايا) في كيس، ورمتها في منطقة الدوارة..
هذا وقد شوهدت آثار العظام بدلالة المدعى عليها، وعندما عرضت تلك البقايا على الخبير الجنائي بيّن في تقريره عدم صلاحيتها للتحليل بسبب تفحمها الشديد..
- وأضاف المدعى عليه م..أمام قاضي التحقيق بجبلة القول: إن والدته قد استخدمت في عملية الحرق الأحطاب والمازوت فقط وأن دافعهما لقتل والده معاملته السيئة..
إذ أكدت المدعى عليها أن زوجها كان يضربها باستمرار، وقد حاول ذبحها في أحد المرات بسكين.
في حين أكدت ابنة المغدور المتزوجة في قرية أخرى أن والدها كان يعامل والدتها معاملة سيئة للغاية، وأنه كان يضربها بقسوة منذ زمن بعيد، وينعتها باستمرار بألفاظ لا أخلاقية، وأن أمها كانت بين حين وحين تتصل بها لتخبرها عن سوء معاملة والدها لها، وبأنه يعذبها بقسوة ولا يطعمها...
- يذكر أن أصغر أولاد المغدور (أ..) اعترف في محضر استجوابه أمام قاضي التحقيق بجبلة، أنه قد سمع والدته وشقيقه مجيد يتفقان على قتل والده، مرة بالسم، وأخرى بالسكين، قبل أن يستقرا على شنقه بحبل أحضراه لهذه الغاية، وقد حاول من جهته ردعهما عن هذا الفعل، إلا أنهما راحا يهددانه ويتوعدانه بتوريطه معهما إن أخبر أحداً بشيء.. وبعد عشرة أيام -يقول- غادر المنزل لمدة خمس دقائق فقط، عاد بعدها ليشاهد والده ممدداً في غرفته على الأرض (جثة هامدة) وكان بجوار رأسه عند فمه بقعة من الدم، كانت والدته تقوم بمسحها، ومن ثم أغلقت باب الغرفة عليه، وأنه قد شاهدهما يضعان جثته داخل أكياس سماد، ويحضران لحرقها إخفاء لمعالم الجريمة داخل الموقد...
وعند الصباح طلبا منه أن يتوجه للالتحاق بدورة كان ملتحقاً بها لدراسة مادة الرياضيات،وذهب نزولاً عند رغبتهما، وعندما عاد في حوالي الثانية والنصف ظهراً، شم رائحة كريهة في البيت، وأخبرته والدته أنهما أحرقا الجثة داخل الموقد، ولاحظ وجود لهب داخل هذا الموقد، ولكنه لم يشاهد شيئاً من بقايا الجثة فيه، وقد أحضرت والدته التراب وذرته فوق الموقد الذي انطفأ..
- هذا ورغم تأكيد أصغر أولاد المغدور أنه لم يشترك مع والدته وأخيه بأي من الأفعال التي قاما بها وتأكيد الأم كذلك أنه ليس لأصغر أولادها أي علاقة بهذه الجريمة، وكذلك قول شقيقه مجيد، إلا أن إدعاء النيابة العامة في جبلة رقم 342 قد شمله، ونص على إقامة الدعوى العامة بحقه كحدث أمام المحكمة المختصة، لاشتباه النيابة بارتكابه جرم المساعدة على جريمة قتل عمد...
- وبناء عليه صدر قرار قاضي التحقيق بجبلة رقم (698) المتضمن إيداع ملف هذه القضية النيابة العامة بجبلة لإتمام معاملات الاتهام، وإيداعها بالتالي لدى قاضي الإحالة باللاذقية للنظر بأمر اتهام المدعى عليهم بالجرم المسند إليهم... جناية القتل العمد بين الأصول والفروع
هذا وقد صدر مؤخراً قرار قاضي الإحالة باللاذقية (الأستاذة فيروز درويش) رقم 831 في الدعوى أساس 2514 المتضمن:
اتهام المدعى عليها (غ/إ) مواليد 1953،وابنها مجيد مواليد 1986 بجناية القتل العمد بين الأصول والفروع، وإحالتهما الى محكمة جنايات اللاذقية لمحاكمتهما وفق أحكام المواد 535 من قانون العقوبات العام... مع ملاحظة الفقرة التي ظن بها قاضي التحقيق بجبلة على المدعى عليه الثالث الحدث (أمجد) بجناية المساعدة على القتل قصداً المرتكب عمداً.
المنصوص عنه بالمواد (218/209/535) من قانون العقوبات العام وإحالته الى محكمة الأحداث المتفرغة باللاذقية لمحاكمته أصولاً بما ظن عليه...
أطرف ما في هذه القضية أن تعلن المتهمة فيها أنها نادمة على ذلك رغم تأكيدها في اعترافاتها السابقة أنها بقيت تحرق جثة زوجها طيلة أربع ساعات متواصلة حتى ذابت تماماً، ومن ثم قامت بتفتيت ما تبقى من عظامها بواسطة «القدوم» وعندما سئلت عن سبب حرقها للجثة على هذا النحو قالت نتيجة قهري وتعذيبي...
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد