خرج ميتاً بعد ست ساعات وبكلفة 135 ألف ليرة
لا نعرف ما الكلمات المناسبة التي يمكن أن نصف بها ما أقدم عليه مشفى العباسيين.... وفي الوقت نفسه لا ندري هل نحن ظالمون للمشفى أم اننا نحاول كشف جزء من الغطاء الذي تمارس تحته المشافي الخاصة عمليات جشعها وابتزازها بحق المرضى وذويهم ...
القصة باختصار ان المتعرض الى رحمته تعالى المرحوم طاهر درويش ويبلغ من العمر 55 عاماً نقل بحالة اسعاف الى مشفى العباسيين يوم السبت الماضي ودخل المشفى في الحادية عشرة ليلاً وهو يعاني من احتشاء عضلة قلبية كبير وكان في حالة سبات.. وقد تم نقله الى المشفى بعد الاتفاق على الهاتف مع احد الاطباء العاملين في المشفى والذي وصفت له حالة المريض فقال لذويه: ان العلاج لديه من خلال تركيب بطارية له وإجراء قثطرة.. المهم أن الطبيب الجراح مكث في غرفة العمليات حوالى نصف ساعة وركب بطارية للمريض وأجرى له قثطرة ونقل المريض بعدها الى غرفة العناية المركزة.. وقال لذويه: ان حالة المريض استقرت...! لكن ملك الموت قبض روح المريض في الخامسة صباحاً.. إلى هنا يعتبر اهل المريض ان ما حدث هو قضاء وقدر وان الاعمار بيده سبحانه وتعالى.. لكن عندما حاولوا اخراج جثة مريضهم فوجئوا ان المشفى نظم لهم فاتورة بمبلغ 183 مئة وثلاثة وثمانين ألف ليرة.. ولا يمكنهم إخراج الجثة إلا بعد دفع المبلغ والذي كانوا قد سددوا منه سلفة بمبلغ خمسين ألف ليرة.. وبدأت التدخلات مع إدارة المشفى ومع الطبيب الجراح وهدد أهل المتوفى باللجوء الى وزارة المالية... فنزل المبلغ من 183 ألف ليرة الى 135 ألف ليرة.. وفي التفاصيل نجد أن اجر الطبيب الجراح تمّ تخفيضه من 50 ألف ليرة الى 20 ألف ليرة وتم حسم مبلغ ثلاثة آلاف ليرة بدل مكوث في العناية المشددة ومبلغ ستة آلاف ليرة من أجور القثطرة ـ توسيع وتركيب البطارية... بدأ أهل المتوفى الذي كان يعمل مزارعا ًفي الحياة الدنيا بتجميع المبلغ من بعضهم بعضاً ومن اصدقائهم وبعض المتبرعين ... لأنهم حريصون على مواراة جثة المتوفى وستر عملية انتقاله الى الحياة الآخرة.. لكن خزنهم تضاعف كما يؤكدون فمصابهم ليس بفقد المتوفى بل امتد الى نهب ما في الجيوب.. ان هذه الحادثة هي غيض يسير من فيض كبير تمارسه المشافي الخاصة على مرأى ومسمع وعلم الهيئات الصحية الرسمية التي تؤكد على الدوام انها تقمع وتراقب السلوك الابتزازي الوحشي للمشافي الخاصة دون أن نلمس مرة واحدة هذه الاجراءات ان كان من خلال المحاسبة أو اغلاق المشفى أو بتزويد الجمهور بأسماء المشافي التي تمارس الابتزاز وتحذرهم من الدخول اليها.لكن يبدو ان مثل هذه الحالات من الابتزاز وسرقة المرضى بل حتى المتوفين ستستمر ما دام القطاع الصحي في سورية متداخلاً ما بين العام والخاص وان المحاباة عامل تحفيز للمشافي الخاصة للاستمرار في ابتزاز المرضى.
المصدر: تشرين
التعليقات
حبة حبة يا علام
دمشق
مشفى كعلبة
للغرابة بمكان
إضافة تعليق جديد