التّعلّم السّلبي في مواجهة الضّغط النّفسي
إن عجز الدماغ عن إهمال المعلومات والتجارب المكتسبة هو ما يسبب الإصابة بالقلق، ولا سيما النوع الناتج من التعرض للصدمات والمعروف بـpost traumatic stress disorder PTSD. هذا ما ارتكزت عليه دراسة أعدّها باحثون في معهد ساك الأميركي للدراسات البيولوجية، وقد عملوا على تحديد الصلة بين المستقبل العصبي neural receptor المعروف بـ mGluR5 وقدرة الدماغ على إلغاء أو نسيان التجارب المكتسبة أو ما يعرف بالتعلّم السلبي «unlearning».
يعاني بعض الأشخاص من PTSD جراء اختبارهم لتجارب صعبة ولمحن كبيرة كانوا خلالها عرضة للأذى الجسدي أو النفسي، كالجنود أو ضحايا الحروب أو الذين يعيشون تحت وطأة ظروف معيشية صعبة. ومع بقاء الذكريات الأليمة حيّة في الذاكرة، يسبّب أي مثير خارجي باستحضارها مع ما يصحبها من مشاعر الخوف والقلق، ما يولد معاناة مستمرة لا تنتهي. وهنا يأتي دور التعلم السلبي الذي من المفترض أن يخفف من وطأة هذه الذكريات. إن «التعلم السلبي هو نوع من التعلم، يتم فيه كبح المعلومات القديمة واستبدالها بأخرى جديدة تساعد الإنسان على التكيف مع الأوضاع المتغيرة» يقول البروفيسور هاينمن، المسؤول عن الدراسة. اعتمدت الدراسة التي قام بها فريق هاينمن على تجارب أجريت على الفئران. إذ تم تعريض الفئران لصدمات مؤلمة مصحوبة بسماع نغمة موسيقية إلى أن بات الشعور بالخوف عندها متلازماً مع سماع النغمة، ثم قاموا بعكس التجربة عبر إسماع الفئران النغمة من دون تعريضها لصدمة، ما أدى إلى تراجع شعورها بالخوف، أي قامت بالتعلم السلبي.
لكن عندما أعيدت التجربة على فئران تفتقد للجينة المنتجة لـ mGluR5 لم تنجح في عملية التعلم السلبي وبقيت تشعر بالخوف بمجرد سماع النغمة رغم عدم تعرضها لأي أذى.
بنتيجة هذه الدراسة يأمل الباحثون إيجاد علاجات ناجعة للذين يعانون من PTSD وأنواع مختلفة من الرهاب عبر معالجة الخلل الذي قد يعوق عمل الـ mGluR5.
أمل عبد الله
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد