البرلمان العراقي يصوّت اليوم: تشريع الاحتلال.. أو تحدي أمريكا
يقف العراق اليوم على مفترق طرق، بين تشريع الاحتلال الأميركي وتمديده لثلاث سنوات إضافية، وبين توجيه ضربة سياسية قاسية الى الاميركيين قد تجبرهم على العودة إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على تفويض جديد لبقائه، عندما ينعقد مجلس النواب العراقي اليوم للتصويت على المعاهدة الاستراتيجية ، التي ظلت حتى اللحظات الاخيرة من يوم امس موضع تفاوض بين الكتل البرلمانية فيما جرى التركيز على »جبهة التوافق العراقية« السنية التي تحاول الحصول على تنازلات من الحكومة مقابل دعم الاتفاقية.
وأعرب نائبا رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي وبرهم صالح، في مؤتمر صحافي مشترك، عن أملهما بان يقر البرلمان المعاهدة، بشبه إجماع . وقال العيساوي، المنتمي إلى »جبهة التوافق« التي أعلنت تحفظات على الاتفاقية، »انصح البرلمان العراقي بان يجمع على المصادقة على الاتفاقية كما اجمعنا (عليها) في مجلس الوزراء«، مشيرا إلى »ايجابيات« فيها.
وقال صالح، الذي ينتمي إلى التحالف الكردستاني، إن »الاتفاقية ستؤسس لعلاقات متينة بين العراق والدولة الكبيرة (الولايات المتحدة)، لتنمية العراق ودعمه سياسيا واقتصاديا في المحافل الدولية«. وأضاف إن »الوزراء الأمنيين كانوا صريحين حين قالوا إن القوات العراقية تعززت إمكانياتها وأبلت بلاء حسن وان أداءها كان مبعثا للافتخار، لكنهم قالوا: نحن بحاجة لدعم القوات (الأميركية) لفترة من الزمن، ومن دون هذا الدعم اللوجستي سنمر بموقف حرج«.
وتابع صالح »يجب أن لا نحمل الاتفاقية وزر الاختلافات السياسية«، موضحا أن »هناك أصواتا في مجلس النواب صوتت عليها بالإيجاب، لكن يجب أن نعمل على توسيع هذه القاعدة، وان يكون هناك إجماع وشبه توافق وطني على الاتفاقية«.
وحذر من أن »البديل عن الاتفاقية خطير«، في إشارة إلى تهديد قوات الاحتلال الأميركي بالانسحاب أو التمديد في مجلس الأمن. وقال »انه (البديل) سيدفع العراق وتجربته السياسية الفتية إلى المجهول... دعونا لا نلعب بمستقبل هذا البلد«.
إلى ذلك، أوضح النائب الأول لرئيس البرلمان الشيخ خالد العطية، الذي ينتمي إلى »الائتلاف العراقي الموحد« أن »الاتصالات الآن جارية، وهناك جهود تبذلها جهات عديدة لإقناع الكتل المتحفظة بان توافق على الاتفاقية«. وأشار إلى إمكان تمرير »الاتفاقية بالغالبية البسيطة«، أي ١٣٨ نائبا من أصل .٢٧٥ وقال »هناك أصوات موافقة تحقق هذه النسبة، ولكننا نريد أن نحقق توافقا وطنيا، ولا نحب أن تمر الاتفاقية بفارق صوتين أو ثلاثة أو أربعة، لذلك هناك جهود لتحقيق أغلبية ساحقة«.
وأكد العطية أن »جبهة التوافق (٤٤ نائبا) هي الطرف المهم في هذه اللعبة الآن، لان موافقة السنة مهمة لتحقيق التوافق الوطني«. وأضاف »رغم أن مطالبهم ليست لها علاقة بالاتفاقية، تسعى الحكومة إلى فتح حوار للبحث في إمكانية تحقيقها«.
وقال المتحدث باسم الجبهة النائب سليم عبد الله أن »الجبهة طرحت موضوعين، وهما إصدار مشروع إصلاح سياسي يصوت عليه في مجلس النواب وان تتضمن الاتفاقية التصويت عليها في استفتاء شعبي على الاتفاقية«، مضيفا »ننتظر الموافقة على مطالبنا« لتأييد الاتفاقية.
ودعا »الحزب الإسلامي العراقي«، بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، إلى إجراء استفتاء شعبي على الاتفاقية.
وذكرت »اسوشييتد برس« إن حزب »الفضيلة« الشيعي، الذي يملك ١٥ نائبا، أشار إلى انه من الممكن أن يعدل عن رأيه الرافض للمعاهدة، ويصوت لصالحها.
والتقى مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد العطية في البرلمان، فيما التقى نائب الرئيس عادل عبد المهدي السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر وقائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال راي اوديرنو.
وقال مسؤول في مكتب رئيس البرلمان محمود المشهداني إن الرئيس العراقي جلال الطالباني والمشهداني عقدا محادثات مع غالبية الكتل البرلمانية من اجل التغلب على الاعتراضات.
الى ذلك أعلن مسؤول في قوات الاحتلال الأميركي مقتل جنديين برصاص شخص يرتدي ملابس الجيش العراقي، خلال توزيعهم مساعدات إنسانية في منطقة الباجي قرب الموصل. وكان أعلن مقتل جندي في ديالى لأسباب لا تتعلق بالعمليات العسكرية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد