أوروبا توحد موقفها لقمة واشنطن وروسيا ترفض هيمنة أميركا
أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي أن دوله السبعة والعشرين ستذهب بموقف موحد إلى القمة الاقتصادية العالمية التي ستعقد الأسبوع المقبل في العاصمة الأميركية واشنطن لمناقشة سبل تجاوز الأزمة المالية العالمية، في حين طالبت روسيا بإصلاحات في النظام المالي العالمي تحدّ من هيمنة الولايات المتحدة عليه.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن دول الاتحاد الأوروبي –الذي ترأسه بلاده حاليا- قد وحدت صفوفها في انتظار القمة العالمية التي ستناقش مقترحات بشأن إصلاح النظام المالي العالمي.
وأضاف ساركوزي -في مؤتمر صحفي عقده هو ورئيس اللجنة الأوروبية جوزيه مانويل باروسو بعد قمة أوروبية طارئة في العاصمة البلجيكية بروكسل- أن هناك موقفا مفصلا بدرجة ما لأوروبا، وأن دولها ستدافع عن موقف مشترك وتريد تغيير قواعد اللعبة في عالم المال.
وأكد أن الدول الأوروبية ستدافع عن فكرة منح دور أقوى لصندوق النقد الدولي ومراقبة وكالات التصنيف الائتماني وفرض قيود على الإفراط في المخاطرة.
ومن جهتها أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الاتحاد الأوروبي اتفق على أنه لا مجال لسياسات الحماية التجارية في أي إجراء يتم الاتفاق عليه في واشنطن الأسبوع المقبل.
وسيتوجه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى واشنطن معتبرين أن إجراءاتهم لإنقاذ البنوك التي بلغت تكاليفها 2.2 تريليون يورو (2.8 تريليون دولار) الشهر الماضي هي التي ساعدت في تجنب انهيار مالي بدأته أزمة الائتمان التي جاءت من الولايات المتحدة الأميركية.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى السير على النهج نفسه وخفض الفائدة مع اتخاذ إجراءات لدعم الاقتصاد.
وتوقعت الولايات المتحدة الأميركية الداعية للقمة، اتفاقا قويا على المبادئ بين قادة العالم بشأن الأزمة المالية العالمية، في حين قللت كندا من أهمية هذه القمة معتبرة أن التوقعات المنتظرة منها يجب أن تكون متواضعة.
أما روسيا فاستبقت القمة بالمطالبة بتقليص دور صندوق النقد الدولي والحد من الهيمنة الأميركية على الاقتصاد العالمي. وأكد كبير المستشارين الاقتصاديين في الكرملين أركادي دفوركوفيتش ضرورة إعادة هيكلة الصندوق ومؤسسات دولية أخرى.
وقال دفوركوفيتش إن روسيا تريد إقامة مؤسسات عالمية وإقليمية جديدة يمكنها أن تقوم في المستقبل بدور المقرض كذلك، مضيفا أن صندوق النقد يجب أن يعمل مثل بنك لا مثل مؤسسة لتمويل المشروعات، وأن يضع شروطا مالية لا سياسية للقروض.
وطالب المسؤول الروسي بالسماح لأي دولة تريد المشاركة في الإدارة المالية للعالم بأن تقوم بدور في المؤسسات الجديدة، مشيرا إلى أن صندوق النقد الدولي تهيمن عليه الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الصناعية.
وتتضمن مقترحات روسيا الأخرى لقمة واشنطن منح مزيد من السلطات للمؤسسات المالية العالمية، وإحداث نظام جديد لإدارة المخاطر العالمية، وتوفير مزيد من قواعد الشفافية وتوحيد القواعد المحاسبية.
وفي السياق نفسه قال رئيس وزراء لوكسمبورغ جون كلود يونكر الجمعة إن الولايات المتحدة تجاهلت تحذيرات أوروبية متكررة في السنوات الأخيرة من أزمة اقتصادية وشيكة، مضيفا أن واشنطن ما زالت تغض الطرف عن خطر فوضى جديدة مقبلة.
وأكد أن المسؤولين الأوروبيين طرحوا مخاوفهم على الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار مساعديه، وأبلغوهم على مدى السنوات الأربع الماضية أن أزمة القروض العالية المخاطر وفقاعة العقارات توشكان على الانفجار، لكنهم لم يأخذوا هذه التحذيرات بجدية.
وأوضح يونكر قائلا "نحاول الآن لفت انتباه زملائنا الأميركيين إلى أزمة بطاقات الائتمان التي قد تبزغ وتقع علينا في أي يوم وستكون لها تداعيات".
وكانت وكالة التصنيف الائتماني العالمية (فيتش ريتنغز) قد قالت في تقرير سابق هذا الأسبوع إن تزايد فقدان الوظائف وتقلبات أسعار الطاقة وانحسار خيارات إعادة التمويل قد تسفر عن خسائر قياسية لبطاقات الائتمان الأميركية عام 2009.
وأضاف يونكر أن الولايات المتحدة لم تعالج بعد مشكلة مستويات العجز الضخمة في ميزانيتها ومعاملاتها الجارية، وقال إن الرئيس المنتخب باراك أوباما لن يحل المشكلة إذا التزم بتعهدات الإنفاق التي قدمها خلال حملته الانتخابية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد