(فسادالسرطان)قيد التحقيق ووزيرالتعليم العالي يرفض الكشف عن أي تفاصيل
ما إن انتهت قصة فساد بعد سجن المدير الإداري السابق لمشفى البيروني في سجن عدرا حتى طفت قضية فساد أكبر فأكبر على واجهة الأحداث إثر تغير في الإدارات نُقل ملف فساد من الظلمة إلى الشمس وأصبح الفساد في عهدة التحقيق.
إنها قضية سرقة أدوية السرطان من مشفى البيروني لبيعها خارج المشفى على أساس أنها صُرفت لمرضى توفوا منذ أعوام. ويدخل الفساد ليتماهى في قيود وأضابير هذا المريض أو ذاك الذي فقد دواءه وفقد فرصة ما للحياة.
مدير عام مشفى البيروني الجديد الدكتور وليد الصالح كان متحفظاً يوم أمس على الكثير من الأسئلة مكتفياً بالقول إن التحقيقات ما زالت جارية.
وأشار إلى قضية أخرى تتعلق بجهة أخرى كانت تعوق وصول أدوية السرطان إلى المشفى سابقاً كي يباع خارجها، لكن بعد إلحاح الإدارة بشكل كبير تم توفير الدواء.
وأكد مدير عام المشفى أن اكتشاف المخالفات والفساد الحاصل في صرف أدوية السرطان تم منذ نحو عشرين يوماً، مفضلاً ألا يتحدث عن قضية الفساد هذه مكتفياً بالقول: إن الآلية التي تم بها اكتشاف عمليات سرقة الأدوية التي تصرف لمرضى السرطان والمخالفات العديدة بهذا الشأن تعود للنظام الجديد الذي تم وصفه في معالجة المرضى وآلية صرف الدواء لهم وإن هذه الآليات والنظام الجديد في المشفى قد يكون سبباً رئيسياً في اكتشاف ما حدث.
وحول الآلية التي كانت متبعة في المعالجة قال الصالح: كانت الآلية عشوائية لأنه يراجعنا يومياً 800 مريض بحيث كان يحوّل المريض من العيادات الخاصة إلى المشفى ما يسبب الازدحام والفوضى.
ولم يفصح مدير عام المشفى عن تفاصيل إيقاف العاملين في كل من المشفى ووزارة التعليم لدى الأمن الجنائي معتبراً أن الأمر حساس وحرصاً على حسن سير التحقيقات وسريتها يفضل عدم الخوض في هذه التفاصيل مؤكداً أن وزير التعليم العالي الآن يتابع وضع المشفى ويطمئن على أوضاع المرضى وآلية صرف الدواء لهم ليل نهار وبشكل حثيث، وكذلك يتابع أوضاع البنية الخدمية للمشفى.
قال الدكتور الصالح: إن الاهتمام والعناية بالمرضى الآن له الأولوية ويجري بالآلية الجديدة لصرف الدواء مؤكداً وجوب أن يعرف المرضى أن عليهم أن يخضعوا للفحص والتشخيص في المشفى نفسه وأن تجرى لهم التحاليل والفحوص المخبرية اللازمة التي قد تأخذ وقتاً إضافة إلى اعتماد البروتوكولات العلمية الجديدة في المعالجة ليأخذ المريض الدواء الأمثل ويتابع بشكل أفضل مما كان عليه.
وأكد وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات أن الرقابة الداخلية في الوزارة هي التي فتحت موضوع التحقيق في مشفى البيروني واعتذر الوزير بركات عن الإدلاء بأي معلومات حول التحقيق مبيناً أن أي معلومة قد تضر بمجرى التحقيقات. وأكد الوزير أن أحد حراس المواساة تم إلقاء القبض عليه وبحوزته دواء والموضوع كله أمام النيابة الآن وننتظر انتهاء التحقيقات. وكان الأمن الجنائي قد ألقى القبض على (ع.ج) وأربعة من المسؤولين في وزارة التعليم العالي وأحالتهم إلى سجن عدرا المركزي ولا تزال التحقيقات جارية.
يذكر أن المدعو (ع.ج) لديه صلات قوية مع عدد من الوزراء في الحكومة وكان يشاهد يومياً تقريباً برفقتهم في أماكن عامة، لكن حتى كتابة هذه السطور لم يعرف إن كان الوزراء على علم بما يقوم به (ع.ج) أم لا.
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد