انطلاق فعاليات إحياء النكبة بالتوقيع على وثيقة عهد للاجئين
لم يتردد الطفل محمد الجربوع 12 عاما، والذي تعود أصوله الى قرية النعاني التي هجر أهلها في الأيام الاولى للنكبة عام ،1948 في الامساك بالقلم ومهر توقيعه على وثيقة العهد والوفاء للاجئين التي نصبتها اللجنة الوطنية لاحياء فعاليات النكبة على المدخل الرئيسي لموقع الاحتفال باحياء فعاليات هذه المناسبة، وسط تأكيده بأن النكبة تعني له أن اليهود اخذوا أرضه وان الأجيال الفلسطينية سوف تستعيدها.
وشارك الجربوع في احياء فعاليات النكبة التي اعلن عن انطلاقها، امس، في احتفال رسمي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، من خلال مجموعة من الرسومات التي تظهر الدبابات العسكرية والبيوت المهدمة والضحايا المدنيين الذين قتلوا على أيدي قوات الاحتلال.
وشهد موقع الاحتفال الذي اقيم على مقربة من مقر الرئيس محمود عباس في المقاطعة، مشاركة مختلف المستويات الشعبية والرسمية والاهلية في اعلان انطلاق هذه الفعاليات، اضافة الى مشاركة العديد من أبناء زوجات وأولاد اللاجئين، وسط التأكيد على أهمية حل قضية اللاجئين ورفض أية محاولات للمس بهذا الحق.
وقالت المواطنة سارة الشوابكة التي ولدت بعد عامين من النكبة وتعيش حاليا في مخيم قدورة، ليس من العدل ان نبقى نعيش في ظروف قاسية وصعبة في وقت يستمتع الغرباء بأرضنا وأملاكنا، مؤكدة أن مرور 60 عاما على النكبة من دون ان تحل قضية اللاجئين وعودتهم لديارهم يدل على ضعف الاحتكام للمؤسسات الدولية ودول العالم التي مازالت تشاهد نكبات جديدة للشعب الفلسطيني دون ان تحرك ساكنا.
وحرص العديد من القيادات على التوقيع على وثيقة العهد والوفاء للاجئين، والتي تؤكد المضي بكل أشكال الكفاح الوطني لممارسة حق العودة بالاستناد الى القرارات والمواثيق الدولية، وباعتباره حقاً لا يسقط بالتقادم.
ومن بين الموقعين على هذه الوثيقة كان رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض الذي شدد على اهمية تكريس المزيد من الوحدة والتمسك بالمشروع الوطني بكافة مكوناته، بما فيها قضية اللاجئين.
وأكد فياض ان المفاوضات السياسية تواجه صعوبات حقيقية، معتبرا ان احياء ذكرى النكبة يمثل عنوانا من عناوين النضال الوطني.
ووصف عضو اللجنة العليا لاحياء النكبة، عمر عساف، الاقبال على فعاليات المخيم الذي يستمر حتى 18 -5-،2008 بأنه غير مسبوق ويدل على ارتباط غالبية المجتمع الفلسطيني ودعمها لقضية اللاجئين.
وأكد "ان الاعلان عن الانطلاق الرسمي لفعاليات احياء النكبة من هذا الاحتفال يأتي في اطار البدء بتنفيذ سلسلة من الأنشطة والبرامج المتنوعة".
وقال الاب عطا الله حنا "نحن هنا للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، واعتقد ان ذكرى النكبة يجب ان تكون مناسبة لكي يتوحد فيها الفلسطينيون"، واضاف "ان رسالتي في المناسبة لكل الفصائل وتحديدا لحركتي حماس وفتح بضرورة ان يتحاوروا ويتوحدوا وان يعيدوا الوحدة للشعب الفلسطيني". وتابع "من اراد ان يكرم الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة يجب عليه ان يتوحد".
وشن حنا هجوما لاذعا على الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يعتزم مشاركة "اسرائيل" في احتفالاتها بذكرى اغتصاب فلسطين.
من جانبها قالت النائبة د.حنان عشراوي "من الواضح ان الرواية الفلسطينية اصيلة وتاريخية وحقيقية ولكنها رواية ظلم تاريخ مستمر" وتابعت من يحتفل باقامة "اسرائيل" من دون ان ينظر الى آثارها وابعادها والظلم الذي اوقعته بحق الشعب الفلسطيني فإنه بكل تأكيد لا يستطيع التعامل مع الواقع والقبول بالرواية "الاسرائيلية" كما هي.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد