إغاثة دولية بطيئة لمنكوبي إعصار نرجس
تصاعد الضغط على النظام العسكري في بورما لكي يفتح ابواب البلاد امام عملية اغاثة دولية في وقت يصرخ مئات آلاف المنكوبين طلبا للماء والطعام والمأوى.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات البورمية الى تسهيل وصول فرق الاغاثة ودخول معداتها لمساعدة الناجين من ضربة الاعصار "نرجس".
وتتزايد الدعوات في انحاء العالم لكي تسمح سلطات بورما للعاملين الانسانيين بمساعدة المنكوبين، وبينهم حوالي مليون شخص فقدوا كل شيء وباتوا مشردين.
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة امس ان المنظمة الدولية "ستخصص على الفور مبلغاً أولياً مقداره عشرة ملايين دولار على الأقل "لإغاثة المنكوبين".
وعبأت وكالات الأمم المتحدة المختصة مواردها البشرية والمادية في عملية اغاثة عاجلة وواسعة ولكن الولايات المتحدة لا تزال تنتظر تصريحاً من سلطات بورما للسماح بهبوط طائراتها العملاقة للشحن العسكري من طراز "سي 130" وانزال مواد اغاثة.
ورغم انطلاق عملية الاغاثة الا ان المساعدات كانت حتى امس تصل ببطء وكميات قليلة فقط.
وفي بعض مناطق دلتا ايراوادي الأكثر تضرراً قال شهود عيان انهم بالكاد رأوا مواد اغاثة تصل المنطقة.
وقال صياد اسماك يدعى زاو وين شق طريقه وسط المياه والجثث الى بلدته بوغالاي "إذا لم تصلنا مساعدات الآن سنموت جوعاً، اننا بحاجة الى طعام وماء وملابس ومأوى".
وكان الاعصار قد ضرب الدلتا برياح بلغت سرعتها 190 كلم في الساعة وتسبب بدمار هائل، ولم تلبث ان تلته موجة مد عاتية اغرقت الدلتا تحت جدار مياه وصل ارتفاعه في بعض المناطق الى ستة امتار.
ويتخوف مسؤولون ودبلوماسيون من ان تكون الكارثة اوقعت اكثر من 100 الف قتيل.
ومن بلدة لابوتا في الدلتا، اوردت وكالة "فرانس برس" امس تقريراً حول الوضع المأساوي، جاء فيه ان آلافاً من الناجين بدأوا يصلون الى هذه البلدة حيث يجوبون شوارعها طلبا للطعام والماء بعد ايام من الترحال عبر المياه التي غمرت مئات الجثث قادمين من المناطق المنكوبة التي محا فيها الاعصار نرجس العديد من القرى.
وقال مراسل للوكالة وصل الى المنطقة انه لا يوجد طعام ولا ماء في هذه البلدة التي يخيم عليها الموت.
وكانت بلدة لابوتا والقرى المجاورة تضم نحو 90 ألف نسمة قبل الكارثة. ويتقاسم الواصلون الى لابوتا الكميات القليلة من الأرز غير المدروس المتوفر لديهم.
وقال رجل ان "وجوه الناجين باتت بلا مشاعر. لقد فقدوا عائلاتهم وبيوتهم ولم يعد لديهم مكان يلجأون اليه، ولا طعام يأكلونه".
وبدت افواج الناجين تصل مع انحصار المياه في بعض المناطق عن مشاهد الموت والخراب.
وقال احد سكان البلدة "نحن غير قادرين على النوم لأننا نسمع أصوات أناس يصرخون في الليل. ربما يكونون اشباح القرويين الموتى".
وتمكن من استطاع من الناجين السير عبر الوحل والجثث سعيا للحصول على مأوى وطعام وماء وعناية صحية بعد هذه الكارثة التي تعد من اكبر الكوارث الطبيعية التي عرفها العالم.
ومن قلب منطقة الكارثة، اوردت وكالة "رويترز" قصة ولادة طفل وسط الدمار، قائلة ان السيدة ثان وين فقدت سبعة من ابنائها العشرة في الكارثة، ولكنها ولدت يوم الاربعاء، وسط الموت الدمار، طفلها الحادي عشر.
وقالت المرأة وهي ممددة على طاولة خشبية في واحد من البيوت القليلة التي بقيت منتصبة "بعد الذي حدث هذه هدية جميلة كم انا سعيدة لبقائه حياً".
وقد اطلقت على وليدها اسم شيث اومغ وتعني "الحب الأول".
وفي الكويت أمر الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح بتقديم مساعدات انسانية بقيمة خمسة ملايين دولار الى المنكوبين في بورما، واعلن بيان ان الهلال الأحمر الكويتي سيتولى نقل هذه المساعدات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد