الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتقد أمريكا وإسرائيل

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أمس، أن المعلومات التي تلقاها من واشنطن حول المنشأة «النووية» السورية، التي دمرها الطيران الإسرائيلي في 6 أيلول الماضي، لم ترق إلى حد كونها مفاعلا نوويا مكتملا. وانتقد واشنطن على تأخرها في تسليم الوكالة ما تملكه من معلومات حول الموضوع، وإسرائيل على تدميرها الموقع قبل التحقق منه.
وكانت الإدارة الأميركية انتظرت حتى امس الاول لتبلغ البرادعي بشكوكها حول وجود تعاون نووي سري بين بيونغ يانغ ودمشق، وان المفاعل النووي السوري كان على بعد أسابيع من بدء العمل قبل الغارة الإسرائيلية.
وسارع مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الى الاعلان أن دمشق «لا تخشى» التعاون مع الوكالة. وقال «لديــنا تعاون وثيق مع الوكالة الدولية للــطاقة الذرية... ليس لدى سوريا ما تخفيه. لا نخشى هذا التعاون» مشيرا الى أن دمشق انضمت الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في عام .1970
وأوضحت الوكالة الذرية، في بيان، أن «المدير العام يأسف لعدم إبلاغ الوكالة (بهذه الاتهامات) في الوقت المناسب، طبقا لمسؤوليات الوكالة في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، للسماح لها بالتحقق من صحة هذه المعلومات وإقرار الوقائع». وأكدت أنها «ستتعاطى مع هذه المعلومات بالجدية التي تستحقها وستحقق في صحة المعلومات».
وأكد البرادعي أن واشنطن سلمت معلومات تفيد بأن منشأة سورية دمرتها غارة جوية إسرائيلية لم ترق إلى حد كونها مفاعلا نوويا مكتملا. وقال «وفقا لهذه المعلومات فإن المفاعل لم يكن قد بدأ العمل، ولم يتلق أي مواد نووية بعد».
ولم يوفر البرادعي في لومه سوريا، وذكرها بواجباتها في إبلاغ الوكالة بأي مشروع أو ورشة لبناء منشأة نووية.
وأدان البرادعي «استخدام إسرائيل القوة بشكل أحادي» في هذه القضية، معتــبرا أن ذلك «يسيء إلى عملية التحقق التي تقع في صلب نظــام منع انتشار الأسلحة النووية».
وفي واشنطن، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك على انتقادات البرادعي. وقال «نتوقع، ونتمنى، أن تحقق الوكالة الدولية بهذا الموضوع... إن أهمية التحقيق في الموضوع تجبرنا على وضع مسألة التوقيت جانبا». وأضاف «حقيقة أن في سوريا مفاعلا نوويا بتقديرنا تعد خرقا لمعاهدة حظر الانتشار النووي، وهو أمر جدير بأن تحقق فيه الوكالة... وبالتأكيد، فإن على سوريا، العضو في المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية، أن تسمح للوكالة الذرية بزيارة الموقع» الذي أغار عليه الطيران الإسرائيلي في دير الزور.
وقال المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون ان «لا مبرر على الإطلاق» لانتقادات البرادعي لواشنطن، معتبرا أن «الوكالة الذرية كانت، وستظل، غير قادرة على التعامل مع دول مثل سوريا... قامت إسرائيل بما يجب للدفاع عن نفسها، ولا التزام على أميركا لإطلاع الوكالة على الموضوع».

المصدر: وكالات