هل للرجل حق اختيار ملابس زوجته؟
في أحد محال الألبسة النسائية وقف زوجان متوسطا العمر يتأملان تشكيلة الأزياء الواسعة.. واللافت هو أن هذا الرجل الزوج كان سيد الموقف في اختيار ملابس زوجته المختلفة فكان يختار هذا اللون وذاك الموديل ويعرضهما على زوجته... ما رأيك بهذا الزي؟ وهكذا لفترة من الزمن.
في الطرف المقابل كان المشهد مغايراً لزوجين آخرين, حيث الزوج (منرفز) من مزاج شريكته وهي تقلب القطع بين يديها بمزاج وبرودة أعصاب غير آبهة باستعجال زوجها لها.
هذان المشهدان أثارا فضولي لكتابة هذه السطور, فأيهما يفضل صراحة اختيار أزياء الشريك, الزوج أو الزوجة ولماذا..؟ هل التفاهم أم الثقة بذوق الآخر, أم القدرة الشرائية, أم أشياء أخرى؟.
دنوت من النموذج الأول وسألتهما عن عمر حياتهما الزوجية فكان الجواب عشر سنوات, قلت لهما على ما يبدو يوجد انسجام تام بينكما لدرجة أنك كزوج تختار ملابس الزوجة وغالباً النساء ينفردن بهذه الميزة لأنفسهن فهل هي رغبتك أم رغبتها.؟ فكان جواب السيد محمد.ع مع ابتسامة ارتسمت على وجهه أنا أحب أن أرى زوجتي في أحلى هيئة واختار ملابسها بمشاركة رغبتها وذوقها ولا أتفرد بذلك لوحدي, واذا اختارت زوجتي طقماً ما أو أي قطعة لباس أخرى وأنا لاحظت فيه أي شيء لا يليق, سواء باللون أو بالموديل أو لا يناسب العمر على سبيل المثال أبدي ملاحظة فإذا أخذت بها زوجتي كان بها واذا لم تقتنع احترم رغبتها وأدعها وشأنها.
بالمقابل سألت زوجته السيدة منى عن هذه الظاهرة ,أهي هيمنة أم رضا, فقالت لاهذا ولا ذاك ربما الحب والانسجام وتبادل الأفكار الذي يجمعنا يجعلني أقتنع أكثر بذوق زوجي فكما يحب أن يراني أشاركه هذه الرغبة.
وتعتبر المهندسة أم عصام أن مشاركة الرجل اختيار زوجته في هذا الجانب ليس انتقاصاً من إنسانيتها وذوقها وإنما تكامل أدوار في الحياة الزوجية..وأكثر ما يسعدني عندما يحضر لي زوجي قطعة قماش ويقول (اشتهيتها لك أتمنى أن تعجبك) وهكذا ترتفع معنوياتي.
أما المدرس حسين فوجهة نظره أنه لا ضير أن يكون الرجل مهتماً ومشاركاً في اختيار ما يراه مناسباً لزوجته أو أخته بالاتفاق والتفاهم معها تسهيلاً لهذه المسؤولية وتعبيراً عن الاهتمام والرغبة في ذلك وهذا ما تحبه الأنثى حسب رأيه.
في حين يعتبر الشاب خالد.م أن اختصار ذوق المرأة بعيني الرجل ورغبته بالأزياء التي يراها مناسبة فيها انتقاص وتعصب تجاه هذا المخلوق اللطيف, ومن ناحيتي أفضل أن تقوم الأنثى سواء أكانت زوجة, أم أختاً بهذه المهمة بنفسها.
بينما أكد هذا الرجل الستيني أبو رضوان أنه لم يشتر لزوجته يوماً أي قطعة إلا مرة واحدة مع بداية كل عام (رأس السنة) حيث يعتبر هذه الخطوة فاتحة لتفاهم عقد جديد عنوانه التواصل والتفاهم حسب رأيه على مبدأ تهادوا تحابوا.. وهكذا أترك زوجتي طيلة أيام العام تلبس ما تشتهي وتريد على ذوقها وبما يناسب سنها وعمرها.
فيما أبو تحسين يحرج جداً حين تطلب منه زوجته شراء أي قطعة لباس صغيرة أو كبيرة من شدة تعتيره وفقره.. فهو يخجل أن يأتي بشيء لا يليق بهذه الزوجة الصابرة على قلة الحيلة والحالة, يقول هكذا أكتفي بالدعاء والثناء وجبر الخاطر.
من زاوية أخرى ذكرت لي إحداهن أنها لا تحب أن تشتري شيئاً إلا برفقة زوجها لالشيء, إلا لأن زوجها ( لا يفاصل التاجر) أو صاحب المحل على عكسها هي وبالتالي يتحمل الزوج كل ما تختاره عينها من ألوان وأشكال وهكذا تحصل على رغبتها دون وجع رأس على حد قولها.
غصون سليمان
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد