المناورات "الإسرائيلية" هجومية ومخاوف من "شرارة حرب"
“نقطة تحوُّل 2”، هو الاسم الذي اختارته “إسرائيل” لمناورة الأيام الخمسة التي تبدأ اليوم، فيما يحمل الاسم دلالات تتجاوز الاعتيادية التي تظهر في إشارات المستوى السياسي “الإسرائيلي” وتُناقضها تلميحات المستوى العسكري، التي لا تخلو من توقُّع شرارة قد تندلع في أية لحظة، في وقت يشهد لبنان حالة استنفار على مستوى الجيش وحزب الله واليونيفيل.
وعشية المناورات التي أكدت تقارير غربية أن طابعها هجومي وليس دفاعياً، كثفت القوات “الإسرائيلية” نشاط دورياتها المؤللة في المناطق الحدودية المواجهة للقطاع الشرقي، امتدادا من مستعمرتي “مسكاف عام” والمطلة غربا، وحتى الغجر ومزارع شبعا شرقا، وانتشرت عناصر “إسرائيلية” مدججة بالسلاح والآليات، في محيط جسر الخرار شمال المطلة قبالة سهل مرجعيون، وعمدت إلى مراقبة الحركة في الجانب اللبناني بواسطة المناظير. وسيرت الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار “اليونيفيل” دورياتها المؤللة على مختلف محاور القطاع الشرقي، وحلقت طوافة دولية فوق “الخط الأزرق”، انطلاقاً من الناقورة وحتى الهضاب الغربية لجبل الشيخ.وفي خضم التوتر، نقلت “أ.ب” عن مسؤولين “إسرائيليين” قولهم إن شخصاً اخترق الحدود من لبنان، وإن قوات الاحتلال تلاحق هذا الشخص الذي اجتاز الحدود قرب مستعمرة “يفتاح” في المنطقة الوسطى من الحدود غير أنه لم يدخل إلى البلدة، وفقا للمسؤولين.
وتشمل مناورات الأيام الخمسة كيفية التعامل في حالة الطوارئ سواء باتخاذ القرار أو الاحتياطات والحماية والدفاع، بتزامن التوقيت الذي تتوقع فيه “إسرائيل” عملية انتقام لاغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية. وتتناقض الإشارات التي يحاول مسؤولون “إسرائيليون” الإيحاء من خلالها بأن هذه المناورات تأتي ضمن استخلاص دروس الحرب على لبنان وتطبيقاً لتوصيات لجنة فينوغراد، مع تأكيدات مسؤولين عسكريين في الكيان أن الوضع المتوتر في المنطقة ينذر باشتعالها في كل لحظة، ويحتم على “إسرائيل” الاستعداد لكل طارئ واحتمال المواجهة على مختلف الجبهات.
وحسب المصادر “الإسرائيلية”، ستقتصر التدريبات اليوم وغداً على كيفية اتخاذ القرار في حالة الطوارئ، وعليه ستتدرب الحكومة “الإسرائيلية” بعد انتهاء جلستها الأسبوعية على كيفية اتخاذ قرار في حالة الطوارئ، ثم سيتم تقييم الوضع برئاسة نائب وزير الحرب متان فلنائي، وخلال اليوم ستعقد جلسة للهيئة الجديدة التي شكلت مؤخرا بهدف التنسيق بين قوات الطوارئ كافة ويطلق عليها “سلطة طوارئ وطنية”. وقال فلنائي إنه في الحروب السابقة لم تكن هناك أية هيئة ترى الصورة الكاملة في الجبهة الداخلية، وتستطيع إصدار التعليمات، وتنسق وتبرز صورة حقيقية للوضع للهيئات العليا.
ويشهد يوم غدٍ الاثنين تدريبات لجميع هيئات الطوارئ وتشمل “هيئة الطوارئ الوطنية” و”إدارة حالة الطوارئ”، وقيادة الجبهة الداخلية، والوزارات والإطفاء و”نجمة داوود الحمراء” (هيئة طبية)، والشرطة. وبشكل مواز ستعقد جلسة لمجلس الحرب المصغر.
وستصل المناورات في الأيام الثلاثة المتبقية ذروتها، حيث تشهد مختلف مناطق الكيان تدريبات تبدأ في العاشرة من صباح الثلاثاء بإطلاق صفارة الإنذار في جميع المناطق السكنية، ويتدرب الطلبة في المؤسسات التعليمية على الدخول إلى الملاجئ. وبشكل موازٍ سيتم إجراء تدريبات للسلطات المحلية.
ويوم الأربعاء ستكون مدينة حيفا مركزاً للمناورات حيث ما زالت التقارير “الإسرائيلية” تشير إلى خطر وجود المصانع الكيماوية فيها والتي تعرضت في الحرب الأخيرة لصواريخ الكاتيوشا. وتشمل المناورة فيها تدريبات لقوات الطوارئ على مختلف السيناريوهات، بينها سيناريو مواد كيماوية خطيرة في خليج حيفا، وعملية إنقاذ في الناصرة وفي جبل الجرمق، وسقوط صاروخ غير تقليدي. ويوم الخميس سيتم إجراء تدريبات مرة أخرى على سيناريو سقوط صاروخ كيماوي، حيث يقوم مستشفى العفولة باستيعاب المصابين.
وتنتاب لبنان حالة من الترقب الأمني الشديد، وسط مخاوف من عدوان جديد. وقالت مصادر في “اليونيفيل” إنه تم رصد حركة استنفار وجهوزية عالية في صفوف “حزب الله”، كما في صفوف الجيش اللبناني. ووفق مصادر في “اليونيفيل” فإن أية إجراءات غير عادية لن تتخذ في صفوفها، لكن في المقابل، ثمة تدابير إدارية وتنظيمية تقرر اتخاذها وتشمل تجميع وإخلاء آليات محددة، وتشكيل فريق مدني خاص للقيام بدوريات على طول “الخط الأزرق”. وأكدت مصادر عسكرية لبنانية أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع الألوية والوحدات المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى اعتبارا من اليوم، وأعطى أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق “إسرائيلي” وأي استهداف للمدنيين”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد