طيار إسرائيلي يكشف تفاصيل اغتيال عباس موسوي مع أفراد أسرته
بعد 16 عاما على جريمة اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله عباس موسوي وزوجته سهام وطفله حسين ابن السادسة وخمسة من حراسه وجرح آخرين، كشف أحد الطيارين الأربعة الذين ارتكبوا العملية أن قائد أركان الجيش “الاسرائيلي” في حينه إيهود باراك أصدر تعليماته لهم بتفجير كل قافلة السيارات، بعدما فشلوا في تشخيص مركبة موسوي.
ويذكر أن استشهاد موسوي تم في أول عملية اغتيال “إسرائيلية” تتم بواسطة طائرة قبل أن يبتكر المستشار القضائي لحكومة الكيان اليكيم روبنشطاين مصطلح “التحييد المحدد” لتجميل الجريمة التي أشرف على تنفيذها باراك وقائد سلاح الجو أفياهو بن نون وقائد الاستخبارات أوري ساجي.
ويروي العميد المكنى “أ” الذي قاد إحدى طائرات الأباتشي الأربع التي شاركت في جريمة اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله عباس موسوي في فبرابر/شباط 1992 أن مروحيتين كانتا تنتظران في حالة تأهب في مطار “محانييم”، وانتظرت مروحيتان أخريان في مهبط “بيتست” ولفت إلى أنه انتظر ثلاث ساعات حتى تلقى التعليمات بالطيران، فيما كانت خلية برية ترقب في لبنان تحركات موسوي.
وأوضح “أ” لصحيفة “معاريف” أمس أنه قد كان تلقى معلومات حول بدء تحرك قافلة موسوي عقب انتهائه من إلقاء كلمة في قرية جبشيت بمناسبة ذكرى استشهاد القيادي في حزب الله راغب حرب، وأضاف “طرنا بالسرعة القصوى كي لا نفقد الفرصة وكانت الخطة أن نستهدف القافلة في شارع مفتوح، بعيدا عن مناطق مأهولة بالسكان، وفيما توجهت مروحيتان لاعتراض القافلة توجهت مروحيتان للتحليق مقابل الساحل اللبناني لقصف السيارات، في حال غيرت مسارها نحو طريق البحر”.
وأضاف “أ” أنه تعرف إلى القافلة بعد عشر دقائق من إقلاعه، ولفت إلى وجود سيارات سوداء وسيارة جيب تقل الحراس، وكانت كلها تسير بسرعة هائلة، وقال “لكننا تعرفنا إلى المركبة الخاصة بموسوي فتعقبناها، وكانت تغير موقعها داخل القافلة عدة مرات للتمويه، وفعلا فقدنا القدرة على تشخيصها، وعندها تلقينا أوامر بقصف كل المراكب لتتم تصفية الهدف بشكل مؤكد”.
وأوضح “أ” أن المروحيات التي تدربت الطواقم “الإسرائيلية” الجوية على استخدامها في الولايات المتحدة أطلقت الصاروخ الأول من بعد خمس كيلومترات ما أدى إلى انفجار السيارة الأولى وتحطمها، ورجح أنها كانت سيارة موسوي، وانحرفت سيارة من خلفها جراء قوة الانفجار، واصطدمت بأخرى تابعة لحركة “أمل”. وقال “ثم قلصنا المسافة بيننا وبين القافلة، حيث توقف جيب الحراس عند السيارة المشتعلة، فيما أكملت سائر السيارات نحو شارع الشاطئ كما توقعنا، وعندها أطلقت صاروخا تجاه الجيب فأخطأته، لكن الثالث أصابه ودمره، لكنه كان فارغا من ركابه، فأخذت المروحية الثانية ترمي الحراس على الأرض بنيران مدفع رشاش من دون أن نعرف ما إذا أصيب أحدهم، وفي الوقت نفسه اقتربت المروحيتان فوق البحر نحو السيارات الناجية واستهدفتاها”.
وقال “أ” ان مروحيته تعرضت في تلك الأثناء لنيران من الأرض من مختلف الاتجاهات، وأضاف لما هبطت اكتشفت أنها أصيبت ببعض العيارات، وبعد هبوطنا سمعنا في وسائل الإعلام عن مقتل موسوي ومرافقيه، واستغرقت عملية الطيران عشر دقائق، فيما طالت عملية الاستهداف خمس دقائق قبل عودة المروحيات إلى “مطار ريمون”. وأضاف “كنا قبل العملية نعرف أن المستهدف شخصية مهمة خصوصا أن القافلة توحي بذلك، لكنهم لم يخبرونا بأن موسوي هو المقصود، ولفت إلى أن كثيرين من قادة سلاح الجو شككوا باحتمالات نجاح العملية التي سميت “ساعة ليلية” لصعوبة تشخيص الهدف بل تعاملوا معها كنكتة.
ويؤكد أن تحقيقا أجرته الاستخبارات العسكرية في 2006 على يد الجنرال في الاحتياط عاموس جلبوع وجه انتقادات لصناعة القرار الخاصة باغتيال موسوي، كشف فيها أن الخطة الأصلية كانت تقتضي بخطف موسوي لمساومة حزب الله في موضوع ملاح الجو رون أراد، لكن الاغتيال جاء نتيجة فشل الاختطاف وبتأييد قوي من وزير الحرب في حينه موشيه أرينز.
وديع عواودة
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد