مسلسل العنف في العراق لهذا اليوم
عبرت الولايات المتحدة عن تفاؤلها بقرب نقل صلاحيات الأمن للقوات العراقية, وذلك في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف حيث سقط عشرات القتلى والجرحى في سلسلة عمليات ومواجهات بأنحاء متفرقة خلال الساعات القليلة الماضية.
وقد وصف البيت الأبيض انسحاب القوات اليابانية من العراق بأنه "خطوة ايجابية وإجراء ينم عن تقدم" سيقودان إلى نقل الصلاحيات إلى القوات العراقية.
وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ستيفان هادلي أثناء توجهه لحضور قمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فيينا "إن اليابانيين يقومون الآن بما سنقوم به جميعا يوما ما.. كلما صار العراقيون جاهزين صار بإمكاننا أن ننسحب".
وكانت طوكيو أعلنت في وقت سابق أمس عن سحب جنودها البالغ عددهم ستمائة جندي, منهية بذلك أول مهمة عسكرية تشارك بها في بلد أجنبي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى ذكرت محطة تلفزيون العراقية المملوكة للحكومة يوم الاربعاء ان المحامي خميس العبيدي العضو في هيئة الدفاع في قضية صدام حسين وسبعة من أعوانه قتل على يد "ارهابيين".
ولم يعط التلفزيون مزيدا من التفاصيل.
والعبيدي ثالث محام يقتل بين أفراد هيئة الدفاع في قضية الدجيل منذ بدء نظر القضية في أكتوبر تشرين الاول.
وجاء ذلك بعد يومين من طلب رئيس الادعاء تنفيذ حكم الاعدام بصدام وثلاثة من أعوانه بسبب دورهم في اعدام أكثر من 140 شخصا من قرية الدجيل بعد محاولة لاغتيال صدام عام 1982.
وأدانت هيئة علماء المسلمين بشدة ما وصفته بالجريمة البشعة التي أسفرت عن مصرع 13 مدنيا عراقيا بغارات أميركية على بعقوبة. في المقابل أصر المتحدث باسم الجيش الأميركي على أنه لم يسقط قتلى من المدنيين فيما وصفها بأنها "معركة مسلحة طويلة للغاية".
وقال الجيش الأميركي في بيان إن قواته التي تتعقب المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة في العراق، قتلت 15 مسلحا في مداهمات شمالي بغداد.
كما ذكر سكان قرية تبعد 13 كلم شمالي بعقوبة أن القتلى من عمال مزرعة دواجن قريبة، وليسوا مقاتلين.
وقد شهد العراق خلال الساعات القليلة الماضية العديد من الهجمات وعمليات التفجير, التي خلفت عشرات القتلى والجرحى، فيما يلي أبرزها:
- متحدث عسكري أميركي أعلن أن ضربة جوية أميركية على سيارة أسفرت عن مقتل منصور المشهداني الذي يعرف بأنه أكبر زعيم ديني في تنظيم القاعدة بالعراق.
- بيان على موقع إنترنت ذكر أن زعيم تنظيم القاعدة الجديد بالعراق هو الذي "نحر" الجنديين الأميركيين اللذين عثر على جثتيهما في بغداد أمس الثلاثاء.
- مصادر طبية تعلن مصرع 15عراقيا بينهم طفل وجرح أربعة آخرين في قصف جوي أميركي استهدف منزلين ومزرعة دواجن في مدينة بعقوبة شمالي شرقي بغداد، والجيش الأميركي يؤكد الهجوم مشيرا إلى أن قواته قتلت 15 مسلحا مشتبها في علاقتهم بعضو كبير بالقاعدة.
- في حي الحرية وسط العاصمة العراقية انفجرت سيارة ملغومة فأودت بحياة خمسة أشخاص وجرحت 11 آخرين.
- أعلنت الشرطة العراقية مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش في منطقة حي الجهاد جنوبي بغداد، كما أسفر الانفجار عن تدمير عدد من السيارات.
- وفي هجوم آخر لقي سبعة عراقيين مصرعهم وجرح 18 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في سوق بمنطقة جميلة شرقي العاصمة.
- وفي منطقة البياع جنوبي بغداد اغتال مسلحون ضابط شرطة برتبة نقيب مسؤولا عن حماية مستشفى اليرموك. وقتل عراقي وأصيب أربعة آخرون بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية للجيش الأميركي جنوبي مدينة الحلة الواقعة على بعد 100 كلم جنوبي بغداد.
- وفي البصرة كبرى مدن الجنوب العراقي، أكد رئيس مجلس المحافظة محمد سعدون العبادي مصرع عجوز وإصابة ثلاثة آخرين عندما فجر انتحاري نفسه وسط حشد من الناس كانوا يقفون بطابور لتسلم رواتبهم الشهرية من أحد مكاتب رعاية المسنين التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية شمالي المدينة.
- كما اغتال مسلحون حضيري عباس نائب قائد الشرطة العراقية بالفلوجة غربي بغداد.
- وفي الصويرة إلى الجنوب من العاصمة انتشلت الشرطة العراقية سبع جثث أمس من نهر دجلة، وكانت الجثث موثوقة الأيدي ومعصوبة الأعين وبها علامات تعذيب.
من جهة أخرى كشفت مصادر عسكرية من الجيش الأمريكي إن جثتي الجنديين المفقودين اللذين عثر عليهما الاثنين، تعرضتا لتمثيل بشع استحال معه التعرف على هويتهما، وأن عملية استرداد رفاتهما المفخخة من المنطقة التي زرعت بالعبوات الناسفة استغرقت 12 ساعة.
وفقد الجنديان كريستيان مينشاكا، 23 عاماً، وتوماس تاكر، 25 عاماً، إثر هجوم استهدف نقطة تفتيش في منطقة "اليوسيفية" الجمعة.. وأدى الهجوم إلى مقتل جندي ثالث.
وقالت المصادر إن الجنديين تعرضا لأذى بالغ، وأن معلومات من مدنيين عراقيين قادت الجيش الأمريكي لاكتشاف مكان جثتيهما في الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي الاثنين.
وذكرت تلك المصادر إن الجثتين فخختا، فيما زرع الطريق المؤدي إليهما بالعبوات الناسفة، في محاولة لاستهداف فريق الانقاذ وعرقلة عملية استرداد جثتيهما.
واستغرقت عملية إزالة القنابل 12 ساعة، وانفجرت واحدة، ولكنها لم تؤد إلى إصابة أي من أفراد الفريق الذي عثر على جثتي الجنديين المفقودين.
وقالت المصادر إن الجثتين تعرضتا للتمثيل مما استحال معه التعرف عليهما، مشيرة إلى أن الجيش الأمريكي سيقوم بإجراء اختبار الحمض النووي DNA للتأكد من هويتهما.
ونقلت رفات الجنديين إلى قاعدة للتحالف بالعراق، حيث سيتم نقلهما إلى الولايات المتحدة لاحقاً لإجراء الاختبارات.
وكانت التقارير قد تضاربت بشأن العثور على الجثتين في بادي الأمر.
وفيما قال مسؤول عسكري عراقي رفيع إن الجثتين عثر عليهما السبت في بلدة "جرف السكار"، 50 ميلاً جنوب بغداد، رفض الجيش الأمريكي نفي أو تأكيد التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام.
تنظيم يتبني قتل الجنديين
من جانب آخر نشر تنظيم متشدد على موقع إلكتروني الثلاثاء، بياناً أعلن فيه مسؤوليته عن "ذبح الجنديين وفقاً لمشيئة الله."
وجاء في البيان المنسوب إلى مجلس شورى المجاهدين، الذي يضم عدة تنظيمات من بينها القاعدة: "نزف إلى الأمة الإسلامية نبأً ساراً بأننا أعدمنا وبمشيئة الله الحيوانين الصليبيين، اللذان كانا في أسرنا، وقد أتاح الله لأميرنا أبو حمزة المهاجر فرصة طيبة لتنفيذ الحكم الشرعي شخصياً."
ولم يتسن التأكد بصورة قاطعة أو مستقلة من صحة البيان، الذي نشره موقع دأب على نشر بيانات العناصر المسلحة.
وكان الجيش الأمريكي قد شكل فرق بحث واسعة تضم 8 آلاف جندي أمريكي وعراقي، للبحث عن الجنديين المفقودين، وبدعم من طائرات التجسس دون طيار والمروحيات والقوارب وفرق الغوص.وقتل جندياً للتحالف وأصيب 12 بجراح خلال عمليات البحث.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد