ساركوزي يفقد شعبيته بفرنسا ومفكرو أفريقيا يتحدونه
أظهر استطلاع للرأي داخل فرنسا تراجع شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشكل غير مسبوق. وعلى الصعيد العالمي اهتزت صورة سيد الإليزيه بسبب خطاب ألقاه في السنغال في يوليو/ تموز الماضي صدم مفكرين أفارقة وفهموا محتواه بوصفه إعادة للنزعة الاستعمارية القديمة.
واظهر استطلاع للرأي نشر السبت أن شعبية ساركوزي هبطت بشدة خلال الشهر المنصرم ولاسيما بين الناخبين المحافظين بعد انتقادات لسجله الاقتصادي وحياته الخاصة التي طفت على السطح بظهوره العلني مع صديقته عارضة الأزياء السابقة كارلا بروني.
وقال الاستطلاع الذي اجري لحساب صحيفة (جورنال دو ديمانش) الأسبوعية إن 47 % من الناس كان لديهم رأي ايجابي بشأن ساركوزي مقابل 52 % في ديسمبر/ كانون الأول مما يجعله اقل شعبية من رئيس وزرائه فرانسوا فيون لأول مرة منذ انتخابه في مايو/ أيار الماضي.
وهذه أول مرة يتراجع فيها ساركوزي تحت مستوى 50% في استطلاع مؤكدا نتائج استطلاع آخر جرى الأسبوع الماضي. وتأتي هذه النتائج قبل شهرين من الانتخابات المحلية.
ويقول محللون سياسيون إن شعبية ساركوزي هبطت منذ أن أثار شكوكا في أحد وعوده خلال حملته الانتخابية وهي تعزيز القوة الإنفاقية للمواطن الفرنسي خلال مؤتمر صحفي في بداية العام الجديد قائلا إن خزانة الدولة خاوية.
وقال مدير معهد بي في إيه لاستطلاعات الرأي إن الناخبين يعتقدون أن ساركوزي لم يلتزم بالوعد الذي أعلنه قبل الانتخابات بأن يكون"رئيس القوة الشرائية".
- من جهة أخرى أثار ساركوزي أيضا دهشة بين الناخبين الأكبر سنا في فرنسا التي تقطنها أغلبية كاثوليكية بقصة حبه العلنية مع عارضة الأزياء كارلا بروني التي تحولت إلى مغنية.
وأظهر الاستطلاع أن أكبر تراجع في شعبية ساركوزي منذ ديسمبر/ كانون الأول كانت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما حيث هبطت ثماني نقاط مئوية الى 43 %. كما هبطت شعبيته عشر نقاط مئوية لتصبح 59 % بين أصحاب المتاجر والأعمال الخاصة ورؤساء الشركات الذين يمثلون حجر الأساس في تأييد الحزب الحاكم بزعامة ساركوزي.
ولعل الهجوم الأبرز الذي قد يؤثر على صورة الرئيس الفرنسي داخليا هو اتهام المعارضة له بالتخلي عن نموذج العلمنة الفرنسية لما لها من صلة بمبادئ الثورة الفرنسية التي يفاخر الفرنسيون بأنها إرث حضاري وإنساني.
ولم تقف مشاكل الرئيس الفرنسي الغارق في تجربته العاطفية الجديدة عند حدود الشعب الفرنسي، فقد أثارت مواقفه احتجاجا على الصعيد العالمي وخصوصا في قارة أفريقيا ذات التاريخ الطويل في المعاناة من كتائب الاستيطان الفرنسي في القرون الماضية.
فقد اجتمع عدد كبير من المثقفين الأفارقة والأوروبيين السبت في مدينة باماكو عاصمة مالي لإنشاء (لجنة علمية للذاكرة الأفريقية)، ردا على الخطاب الذي ألقاه ساركوزي في العاصمة السنغالية دكار في تموز/ يوليو الماضي حيث صدم الأفارقة بوصفه يحمل إرثا استعلائيا يعود إلى العهد الاستعماري.
وسينهي هذا اللقاء -الذي دعت إليه المؤرخة المالية أدامي با كوناري- أعماله الأحد بالإعلان عن "توجيهات عامة" للتقيد بها أثناء تأليف كتاب يعده مفكرون أفارقة ينصفون به تاريخ القارة السوداء.
وكان ساركوزي أثار موجة احتجاج حادة خلال زيارته الأولى الى أفريقيا جنوب الصحراء بقوله إن "مأساة أفريقيا هي أن الإنسان الأفريقي لم يتوغل توغلا كافيا في التاريخ". وأضاف أن "الفلاح الأفريقي الذي يعيش مع الفصول منذ آلاف السنين، ويقوم مثال حياته الأعلى على التناغم مع الطبيعة، لا يعرف إلا التكرار الأبدي للوقت على وقع الاستخدام الذي لا ينتهي للحركات نفسها والكلمات نفسها".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد