احتدام التنافس بين محطتي "one" و "mbc2" والرابح هو الثقافة الأمريكية
أخيراً، وبعد سنة ونصف السنة من انطلاقتها، انتبهت قناة «وان» المتخصصة بالأفلام الأجنبية ضمن مجموعة فضائيات «دبي» إلى أنها تقسو على الكثير من الأفلام والبرامج، بل وتسيء إلى بعضها من الناحية الدرامية، حين تقص ما تعتبره ساخناً، كما لو أنها رقيب وليس محطة تلفزيونية متخصصة تملك حساسية سينمائية في اختيار ما تعرضه، وتحرص على تقديم ما هو جديد.
تتجه هذه القناة المفتوحة لتوسيع اتفاقها مع الشركة الخاصة التي تشتري منها الأفلام والبرامج ليشمل أيضاً مهمة «تهذيب» الأفلام والبرامج في شكل تقني لا يبدو واضحاً للمشاهد، ويأخذ في الاعتبار الأحداث الدرامية والكوميدية ويلتزم قائمة من المحظورات أو القيم. وستقوم الشركة بما يمكن تسميته إنتاج نسخ خاصة من الأفلام والبرامج تصلح للعرض العربي، الأمر الذي تقوم به عادة شركات الإنتاج والتوزيع التي تنتج نسخاً من الأفلام والبرامج تراعي قيم المناطق التي تُعرض فيها. وهذا لا يلغي دور المحطة في مراقبة الأفلام والبرامج الآتية من الشركة للتأكد من صلاحيتها أو لحذف ما لم تنتبه إليه.
والقناة إذ تقوم بذلك تتجاوز عقبة في سبيل الحفاظ على رصيدها من المشاهدين. إذ بات أداؤها الرقابي في الأشهر الماضية «مضرب مثل» في «تقطيع» الأفلام والبرامج. فقص «المشاهد الحميمة» في مقاييس «الرقيب الذاتي» بدا في أحيان كثيرة عشوائياً ومبالِغاً في الحذر والخوف، خصوصاً عندما يؤذي متابعة الأحداث والقصص.
فالأداء الرقابي السابق متناقض مع كون القناة متخصصة وقد استطاعت خلال فترة قصيرة إثبات وجود شاشتها البرتقالية حتى بين القنوات المشفرة، وبدت من أيامها الأولى عصرية، خصوصاً مع وقفات «الغرافيك» الجديدة من نوعها على شاشة عربية، والتي تأخذ من الفاصلة شعاراً تستثمره في لوحات بصرية تشكيلية حرة الخيال وخصبة.
لكن ما حصل مع هذه المحطة هو أنها استفزت منافستها الرئيسة «أم بي سي 2» التي كانت مرتاحة في وضعها كونها القناة العربية الوحيدة المفتوحة والمتخصصة بالأفلام، فحفزتها وأنعشتها وحرضتها على تجديد مجموعة أفلامها ووضع آلية إعلانية تتبادل فيها الخدمات مع شقيقتها «أم بي سي»، وأولت اهتماماً بالترويج لنفسها ولما تعرضه، لا سيما ما هو جديد ومميز ومكلف. الأمر الذي لم تفعله «وان» التي تعاملت في هذا الصدد بثقة كأنها قناة مشفرة. علماً أنها طورت خلال عمرها القصير لغة إعلان ما ستعرضه. إلا أن ذلك بقي ضمن إطار إخبار المشاهد بدورة البرامج اليومية ولم يرتقِ إلى لعبة الترويج، على رغم قدرتها على ابتكار أساليب ترويجية تستفيد من البراعة البصرية التي فاجأت بها المشاهد وساعدت في رسم صورتها. ولعل أبرز مثال على الفارق، في هذا الإطار، بينها وبين «أم بي سي2»، تمثل في طريقة كل منهما بالترويج لسلسلة «سيد الخواتم» الجديدة والغالية الثمن. فقناة «وان» عرضتها قبل أشهر من «أم بي سي 2» التي عرضتها قبل نحو شهرين وروجت لها كما لو أنها لم تُعرض قبلاً على شاشة عربية، وكثير من المشاهدين تلقفوها من «أم بي سي2» كعرض تلفزيوني أول على رغم أن قناة «وان» مفتوحة ومجانية.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد