الكومنولث تُعلق عضوية باكستان
قررت منظمة "الكومنولث" تعليق عضوية باكستان بدعوى عدم استجابة إسلام أباد لنداء وجهته لها المنظمة قبل نحو عشرة أيام، بإنهاء حالة الطوارئ، التي فرضها الرئيس برويز مشرف في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إضافة إلى رفضه التخلي عن منصبه العسكري كقائد للجيش.
وأكدت المنظمة، التي تضم 53 دولة، خلال اجتماع لجنة العمل الوزارية مساء الخميس، والذي عُقد في العاصمة الأوغندية كمبالا، أنها قررت تعليق عضوية باكستان في الدقيقة الأخيرة من مهلة مدتها عشرة أيام، منحتها للسلطات الباكستانية، بهدف "إعادة الديمقراطية إلى البلاد."
جاء هذا القرار في ختام اجتماع اللجنة الوزارية، استمر لمدة يومين، عوُقد برئاسة وزير خارجية مالطة، مايكل فرندو، في إطار التحضير لقمة قادة دول الكومنولث، التي تُعقد كل عامين، والتي من المقرر أن تبدأ أعمالها الجمعة، وتستمر لثلاثة أيام.
وذكر بيان صادر عن اللجنة، أن "المنظمة تعرب عن أسفها لأن الحكومة الباكستانية لم تقم بتنفيذ الإجراءات المطلوبة، والتي جاءت في قرار المجموعة بتاريخ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، وبناء على هذا القرار، تعلق اللجنة عضوية باكستان في مجالس الكومنولث اعتباراً من الآن."
تعد هذه المرة الثانية التي يتم فيها تعليق عضوية باكستان في المنظمة، التي تضم في معظمها المستعمرات البريطانية السابقة، في أقل من عشر سنوات، منذ تعليقها الأخير خلال الفترة من العام 1999 وحتى العام 2004.
وأعلن الأمين العام للمنظمة، دون ماكينون، في تصريحات للصحفيين الخميس، أن لجنة العمل الوزارية علقت عضوية باكستان بأثر فوري، في انتظار "عودة الديمقراطية وسلطة القانون للبلاد."
وأضاف أن اللجنة اتفقت على أنه "رغم التقدم المسجل من قبل باكستان منذ الاجتماع الأخير، فإن الوضع في باكستان لا يزال يشكل انتهاكاً جدياً للقيم السياسية الأساسية للكومنولث."
وكان الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف، الذي أُعيد انتخابه رئيساً للبلاد في اقتراع غير مباشر في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد أعلن في الثالث من الشهر الجاري حالة الطوارئ، وتعليق العمل بالدستور، بعد أكثر من ثمانية أشهر من الأزمة السياسية في باكستان.
من جانب آخر، أعلن حزب "رابطة مسلمي باكستان"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الباكستاني السابق، نواز شريف، والمنفي خارج البلاد، أن الأخير سيلتقي الجمعة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، للتشاور حول خطط عودته إلى باكستان.
ووصل شريف إلى العاصمة السعودية الرياض الخميس، قادماً من مقر إقامته في مدينة "جدة" المطلة على ساحل البحر الأحمر، على متن طائرة خاصة أرسلها إليه العاهل السعودي، وفقاً لما أكد المتحدث باسم الحزب، إحسان إقبال.
وقال المتحدث الباكستاني إن اجتماع رئيس الوزراء السابق مع العاهل السعودي، سيحسم توقيت عودة شريف إلى باكستان بصورة نهائية، فيما اعتبر مراقبون أن عودة شريف المحتملة للبلاد قبيل انعقاد الانتخابات البرلمانية المقررة في الثامن من يناير/ كانون الثاني القادم، تشكل تهديداً للحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة.
وبينما أكدت مصادر باكستانية أن الرئيس مشرف يصر على بقاء شريف خارج البلاد لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية، فقد أُثيرت تكهنات حول التوصل إلى "صفقة سياسية" بعودة شريف إلى باكستان، وخاصة في أعقاب زيارة مفاجئة قام بها مشرف للسعودية الثلاثاء، التقى خلالها بالملك عبد الله.
وكانت السلطات الباكستانية قد أطلقت في وقت سابق الأربعاء، سراح المعارض، نجم الكريكت السابق، عمران خان، الذي كان ينفذ إضراباً عن الطعام داخل سجنه، قائلاً إنه سيستمر في إضرابه إلى أن يعود قضاة المحكمة العليا الذين فصلهم الرئيس مشرف إلى أعمالهم.
وسبق للشرطة الباكستانية أن وجّهت رسمياً تهمة التحريض على تمرد مسلح إلى عمران خان، الذي أوقف في لاهور قبل أسبوع، وأودع السجن بعدما دعا إلى التظاهر احتجاجاً على فرض حال الطوارئ.
جاء اعتقال خان بعد يوم واحد فقط على دعوة رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو، الرئيس مشرف للاستقالة، مبددة أي خطط غربية لإجراء تسوية بين الطرفين.
وقالت بوتو: "بعد الطوق الأمني الذي فرض حول مقر إقامتي لمنعي من القيام بالمظاهرة، أظن أن الوقت قد حان لمشرف بالتنحي عن الرئاسة."
وتوقعت بوتو أن يقوم مشرّف بترحيلها، فقالت: "لقد أبلغتني محطة "سكاي" Sky التلفزيونية أن النظام يجهز طائرة عسكرية من طراز C-130 لنقلي بعيداً.. على الأرجح إلى منزلي في كراتشي، إلا أنني لم أتسلم أية مؤشرات واضحة ما إذا كنت سأنقل من الإقامة الجبرية بمنزلي هنا (لاهور)، أم سأنقل إلى منزلي أو إلى أي وجهة مجهولة."
وكانت بوتو هدفاً لانتقادات عدد من زعماء المعارضة، الذين يقولون إنها أقامت صفقة لتقاسم السلطات مع مشرف، الذي وصفته بأنه "دكتاتور عسكري"، غير أنها أوضحت أنّه تمّ تعليق هذه المحادثات في ضوء فرض حالة الطوارئ.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد