الأمم المتحدة تحذر من تسارع التغير المناخي
وجّهت اللجنة الدولية لتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة-والحاصلة مؤخرا على جائزة نوبل للسلام- تحذيرا قويا السبت، مفاده أنّ التغيّرات المناخية حقيقية وأنّها باتت تتزايد بطريقة أسرع من ذي قبل، وذلك في تقريرها الذي ترقبّه العالم بأقصى درجات الاهتمام.
والتقرير الذي أصدرته اللجنة التي تضمّ خبراء من مختلف حكومات العالم، هو الرابع والأخير الذي تصدره بشأن الجوانب العلمية للظاهرة وتأثيرات الغازات الدفيئة التي ينتجها الإنسان وتمّت مناقشته في مؤتمر دولي في فالنسيا بإسبانيا.
وحذّر التقرير من تأثيرات الظاهرة السلبية على الدول النامية والتهديدات التي تشكلها أمام الأنواع الطبيعية.
ولم يتوان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عند عرضه التقرير، في الاعتراف بأنّ عددا من الآثار التي خلفتها الغازات التي ينتجها البشر، لا يمكن بأي حال علاجها.
وقال بان، العائد من جولة تقصي حقائق في القارة القطبية الجنوبية، للأعضاء اللجنة التي وضعت التقرير "جئت إليكم بعد أن رأيت بعضا من أثمن كنوز كوكبنا مهددة بأيدي البشر انفسهم"، محذّرا في الوقت نفسه، من احتمالات زيادة مفاجئة في درجات حرارة الأرض.
وعبّر مون عن الأمل في أن يكون التقرير "نقطة تحول حقيقية" في محادثات بالي بإندونيسا، الشهر المقبل، بشأن المناخ.
ومن المفترض أن تشكل مفاوضات بالي أرضية العمل بشأن التوصل إلى معاهدة تعوّض معاهدة كيوتو التي تنتهي عام 2012.
كما من المفترض أن يضع المفاوضون مدونة للسياسة المتبعة بشأن المناخ على الأقلّ على مدى العقد المقبل، فضلا عن التوصية بالخطوط العريضة لقرارات الاستثمار في هذا المجال من جانب الصناعات الكبرى.
وتمّ تحرير التقرير من قبل 2500 عالم هم الأفضل في العالم، تمّ اختيارهم من قبل الحكومات.
واعتبر عضو اللجنة، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة حول البيئة أشيم ستينر، أنّ التقرير سيكون "دليلا مدنيا" بشأن التعامل مع التغير المناخي.
وعبّر عن أمله في أن يجد فيه الأفراد المعلومات التي تساعدهم من خلال خطوات تطبيقية للحدّ من انبعاث الغازات.
وقال التقرير إنّه رغم العديد من المعاهدات التي تمّ التوصل إليها من قبل العديد من الدول الغربية بعد معاهدة كيوتو، من المتوقع أن تستمر الغازات التي يتسبب فيها البشر، في الزيادة بنسبة تتراوح بين 25 و90 بالمائة إلى غضون عام 2030.
كما توقع التقرير أن يشهد معدل الحرارة على كوكب الأرض ارتفاعا بنسبة 0.2 درجة مائوية على مقياس سيلسيوس بحساب كل عقد.
وقالت اللّجنة إنّه يتعيّن على العالم أن يتصرّف بسرعة لمنع وقوع أسوأ النتائج المتوقَّعة في مجال تغيّر المناخ.
وقد أقرَّت الوثيقة بحقيقة أنَّ الاحتباس الكوني "بيِّن إلى درجة لا لبس فيها" وقالت إنّ هذا قد يؤدِّي إلى عواقب "وخيمة ومفاجئة ويصعب وقفها" في المستقبل.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد