«بلاك ووتر» في لبنان أيضاً
منذ العدوان الأميركي للعراق في نهاية الفصل الأول من العام 2003 والمرتزقة الأجانب يعيثون فيه نهبا وقتلا ودمارا واغتصابا وتهجيرا، تحت مسميات متعددة برز منها مؤخرا شركة «بلاك ووتر» للتعهدات الأمنية التي تقوم بحراسة وحماية مواكب الأميركيين الغزاة واتباعهم من العراقيين العملاء. وقد قارب العدد الاجمالي لهؤلاء المئتي الف مجرم وارهابي محترف. والسؤال الذي أنا بصدده الآن: من يحرس السفير الأميركي ويحميه مع فريقه الدبلوماسي في لبنان خلال تجواله الدائم في الربوع اللبنانية؟ هل هي شركة «بلاك ووتر»، كما هو عليه الأمر في العراق، أم شركة أخرى تحت مسمى آخر؟ وهل باستطاعة القوى الأمنية الوطنية اللبنانية الرسمية ان تتجرأ على احتجاز او توقيف أحدهم او احداهن فيما لو ساورتهم شكوك او اشتباه بامكانية تورطهم في جرائم التفجيرات التي تودي باللبنانيين الابرياء؟ لقد عرفت جميع الاستخبارات الأجنبية والعربية انه لا يمكن حدوث حرب أهلية في لبنان، لأن اللبنانيين قد وعوا انهم سيكونون جميعا الخاسرين، وان ظاهرة الهجرة هي الملاذ الوحيد امامهم في مأساة افقارهم وعوزهم. الا يحق لي ان احتسب ان شركات أمنية مشبوهة تقوم بمثل هذه التفجيرات لزج اللبنانيين رغما عنهم في حرب أهلية جديدة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل. من هو المسؤول عن رصد ومتابعة وملاحقة هذه العناصر الأمنية المتعهدة للقيام بهذه الأعمال الارهابية؟ ان مكافحة هؤلاء بسيطة وسهلة جدا. دعونا نطلق شعار «كل مواطن خفير»، بحيث يحق لكل مواطن لبناني ان يستوضح هوية من يشتبه به حوله في بيئته في العمل او السكن حتى تنحسر حرية الحركة امام هؤلاء الارهابيين، والابلاغ عنهم فورا للسلطات الأمنية المختصة، ونضع حدا لكل مفسد ومرتزق ارهابي يريد ان يكون لبنان ساحة الدم لعوائد النفط وبركانا للحفاظ على بقاء اباطرة اصحاب البلاط على طول الساحة العربية المتهالكة.
سعد نسيب عطا الله
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد