مسلسل «نمر بن عدوان» يكرر نفسه على أرض الواقع في الأردن
حضر الآلاف من شيوخ العشائر الأردنية ووجهائها وأبنائها أمس، وسط إجراءات أمنية لا سابق لها، تشييع جثمان شيخ مشايخ قبيلة العدوان الأردنية سامي عفاش العدوان (60 عاماً) في بلدة الشونة الجنوبية الواقعة في الأغوار الأردنية، والذي قتل الخميس الماضي على يدي احد أبناء عمومته بسبب خلافات وعمليات ثأر قديمة تعود الى عقود. وشهر إثنان من إخوة الشيخ القتيل سلاحهما أمام الحضور، امام القبر، إعلاناً عن تعهدهما الأخذ بالثأر من القاتل ومجموعته على عادة القبائل العربية.
وكانت قوات الأمن الأردنية رحّلت عائلة القاتل، بحسب العادة العشائرية إلى منطقة بعيدة، وشملت «الجلوة العشائرية» أقرباء القاتل حتى الجد الخامس، ما رفع الى أكثر من مئة عدد الذين ارتحلوا إلى البادية الشمالية على الحدود السورية بحماية عشيرة الخوالدة.
وكان القاتل إبراهيم فوزان العدوان (30 عاماً) سلم نفسه في ليلة الحادث إلى الأجهزة الأمنية التي طوقت المنطقة بحثاً عنه، واتخذت احتياطات أمنية لمنع حالات الثأر الفورية وحرق البيوت، فيما أخذت الأجهزة الأمنية «عطوة أمنية» لمدة ثلاثة أيام من أهل القتيل.
وذكر أبناء المنطقة أن حادث القتل وقع مساء الخميس أثناء خروج الشيخ القتيل في جولة انتخابية في بلدة الكرامة حيث كان ينوي ترشيح نفسه للانتخابات النيابية المقررة في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقتل الشيخ سامي على الفور لإصابته بإحدى عشرة رصاصة عن قرب. كما قتل في الحادث أحد مرافقيه وأصيب آخر بجروح خطيرة.
ولم يكن الحادث مفاجئاً لأبناء المنطقة الذين سمعوا تهديدات مباشرة من القاتل للشيخ سامي على خلفية بعض المشاحنات العشائرية القديمة. وأفاد أحد أبناء عشيرة العدوان بأن الشيخ القتيل سبق وقتل عم القاتل في مطلع السبعينيات، لكن صلحة عشائرية أنهت القضية. لكن مشكلة وقعت بين شقيق الشيخ القتيل والقاتل، أصيب الأخير على أثرها بعيار ناري في يده، ما أعاد فتح المشاكل بين الطرفين.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن القاتل من أصحاب السوابق والمطلوبين لأجهزة الأمن على ذمة قضايا كثيرة، فيما كان الشيخ القتيل من المؤيدين للحكومة الأردنية في فرض الأمن والنظام على منطقة الاغوار، خصوصا بعدما جردت حملة أمنية كبيرة في حزيران (يونيو) الماضي على المطلوبين ومخالفي القانون والنظام العام لإزالة المخالفات والاعتداءات على أراضي الدولة واعتقال 27 منهم يأتي على رأسهم القاتل.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد