مقتل الزرقاوي .. والأسئلة الصعبة
الجمل : أعلن رئيس الوزراء العراقي، في بيان رسمي عن مقتل أبومصعب الزرقاوي في غارة جوية أمريكية على منزل يقع بـ شمالي مدينة بعقوبة العراقية، هذا والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء العراقي عندما أعلن الخبر كان يقف في الوسط بين قائد القوات الأمريكية في العراق، والسفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاده – الأفغاني الأصل، وعلى ما يبدو فإن وجود هذين الرجلين يعكس مدى الدلالات العميقة واهتمام الإدارة الأمريكية بهذا الحدث.
منذ بدايات تصاعد المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكي، كان أبومصعب الزرقاوي شخصية مثيرة للجدل داخل وخارج العراق.
كان الزرقاوي ضمن مجموعات ماعرف بـ(الأفغان العرب)، الذين تطوعوا خلال فترة الحرب الأفغانية للقتال ضد القوات السوفيتية آنذاك، وبعد عودة الأفغان العرب، أو بالأحرى بعد تصاعد الخلافات داخل أفغانستان، عاد الزرقاوي، .. ولكن هذه المرة لمواصلة القتال ضد قوات الاحتلال الأمريكية.
المسيرة الشخصية للزرقاوي ، خلال فترة الثلاث سنوات الماضية، تميزت بالكثير من الجوانب الغامضة، الأمر الذي أدى إلى تزامن وازدواج الكثير من الجوانب الواقعية الحقيقية بالجوانب الخيالية، وإن يكن ذلك، يمكن التعرض إلى هذين الجانبين على النحو الآتي:
• الجانب الحقيقي : من الثابت أن أبا مصعب الزرقاوي، هو المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وقتاله ضد قوات الاحتلال الأمريكية هو أمر ثابت أيضاً، وبشهادة الجميع بما فيهم أفراد أسرته الأردنيون الذين قاتلوا معه جنباً إلى جنب في أفغانستان، وربما في غيرها.. كذلك أكد هؤلاء أيضاً حقيقة مقتله ، وأعلن تنظيم القاعدة رسمياً عن مقتله من خلال بيان أبو عبد الرحمن العراقي نائب الزرقاوي في التنظيم، وأقوى المرشحين لخلافته..
• الجانب غير الحقيقي: ويتمثل في خطة البنتاغون التي تم وضعها للتضليل والتمويه، على أساس اعتبارات توجيه العمليات النفسية التي تندرج ضمن المجهود الحربي للجيش الأمريكي وحلفاءه في مسرح الحرب العراقي. وقد تمت الإشارة إلى هذا الأمر بوضوح في جريدة الواشنطن بوست، الصادرة بتاريخ 15/5/2006 من خلال وثيقة البنتاغون السرية التي تم تسريبها للصحيفة، هذا، ومن أبرز ماورد في الوثيقة:
" لقد تمت مناقشة حملة الزرقاوي في العديد من الوثائق الداخلية العسكرية. منها ( الزرقاوي الشرير/ تصعيد عقدة كراهية الأجانب) ، والتي تعتبر من إحدى التقارير الميدانية العسكرية الأمريكية، المدرجة، وقد حددت ثلاثة أساليب:
" العمليات الإعلامية "، و" العمليات الخاصة" المرتبطة بقوة المهام الخاصة رقم 626، والتي تمثل وحدة من قوات النخبة بالجيش الأمريكي، والتي تم تكليفها بالأساس بعملية القبض على المسؤولين الكبار في حكومة صدام. بواسطة الجيش الأمريكي ، - راجع موقعنا الجمل تحت عنوان ، وثيقة أمريكية : من يقف وراء "القاعدة في العراق" بتاريخ 1/5/2006.
كذلك، فقد أكدت وثيقة داخلية، صادرة بواسطة القيادات العسكرية الأمريكية الميدانية في العراق، هذا الأمر، بأن ذكرت أن برنامج عملية الزرقاوي السيكلوجية بمثل حتى هذه اللحظة، الحملة المعلوماتية الأكثر نجاحاً .
وبالنتيجة نقول :
أعلنت القوات الأمريكية، والإدارة الأمريكية، رسمياً عن مقتل الزرقاوي.. ومن ثم فعلى خلفية الجدل المثير الذي أثارته الكثير من التحليلات الرفيعة المستوى، استناداً إلى وثائق البنتاغون.. تقفز إلى الذهن الكثير من الأسئلة ، والتي من أبرزها: هل كان الزرقاوي حقيقة فعلية على مسرح القتال في أرض العراق أم أنه أسطورة.. وإذا كان حقيقة ، فإلى أي مدى استغلت قوات الاحتلال أحداث لبنان وذلك لتوجيه تداعيات وتطورات الوقائع والأحداث وتقديمه إعلامياً .. وهل انتهى الفصل الأخير منه أم أن هناك فصولاً أخرى .
الجمل
إضافة تعليق جديد