عادل محمود :الدب الروسي ضروري لكي نتنفس
قيصر روسي أحمر شيوعي كي. جي. بي لاعب كاراتيه... قد يكون ضرورياً في هذه الأيام العالمية ذات القطب الواحد, خريجة الولايات المتحدة, ومن سلالة غزو حديث الطراز...! استعمارياً.
بوتين ضمن مجموعة شنغهاي, او وحده, في استعراض للقوة, ضروري لكي نتنفس, مرة اخرى, ذك التنفس الصناعي اولاً, تمهيداً لازدهار, آخر ما, في حس التحرر العالمي, الذي ساد فترة من الأمل في الخمسينيات والستينيات.
«لقد ترهل الطيارون», مذ توقفت طلعات التدريب على القاذفات الاستراتيجية, جراء انتهاء الحرب الباردة واتفاقات الحد من التسلح, وبسبب الانهيار المدوي للاتحاد السوفياتي. وفي الحقيقة يجب التسليم بأن «الترهل» لم يصب الطيارين السوفيات, او الروس, بل اصاب العالم المملوء اسلحة تجمدت في مخازنها الا اذا كان نوعها موجها الى... (الينا). كأنها اخترعت من اجلنا فقط.
واذا كانت الاتفاقات هي من يصنع الهدوء, فليست, كما رأينا, هي من يصنع السلام. وفي التاريخ ما يكفي من الامثلة,ولدى الروس ما يكفي من الادلة. ففي ذروة العدوانية النازية وقّع السوفيات والالمان اتفاقية عدم اعتداء مزقتها الطائرات الاستراتيجية الالمانية, وكان الدب الروسي غافياً على اوراقها, ما ادى الى ما يشبه الموت الجماعي لحظة الغزو, وحين استفاق الدب كان عشرون مليوناً يفقدون ارواحهم.
واذا كانت الحرب هي الطريق الى الهدوء, فليس مطلب شعوب هذه الدنيا هي الحرب, ولكنها, من جهة ما, تشبه «التكاثر»... الطبيعي. انه ازدياد معكوس في قدرة الارض على التحمل. ولن تنتهي هذه السيدة المتوحشة (الحرب) من غلي مشروباتها في ظلال السيوف والمدافع, ما دام هناك منطقة ثراء وحشي لا تكف عن اطلاق غرائز التملك المستديم.
فهل من الضروري, اذن, البحث, مرة اخرى, عن «ماركسية القرن الواحد والعشرين»؟! وهل يمكن الحلم, مرة اخرى, بالعدالة في اشتراكية الثروة والتوزيع العادل وعلم جمال العمل الانساني بدلا من احتكارات يمتاز بها خمسة آلاف ثري عالمي محميين بقاذفات استراتيجية, وفكرة غزو مستديم؟!
ليس القيصر الاحمر بوتين هو من يصنع مرة اخرى عالم «الفقراء السعداء» في جمهورية تجريب الماركسية في بلد واحد التي فشلت. ولكن مشهد دب يستيقظ على الوخز اليومي, الذي نسميه اذلالاً, ينعش ما تبقى من غريزة البقاء. ومشهد طائرات روسية تتدرب افضل قليلاً من حكايات عن استئجارها لتهريب الكافيار...!
ثمة شيء مقزز في شكل القوة الاميركية, في شكل وهدف استخدامها. وثمة شيء مقزز في شكل واستخدام القوة الاسرائيلية. هناك من يسميه «الافراط» في استخدام القوة, ويكتفي, احياناً, مجلس الامن بهذا التنويه عن «الافراط». هذا «المقزز» هو ما نريد ازالته... ما يمكن ازاحته باستيقاظ دب يتصدى لتنين.
ربما يكفي ذلك. فلولا الافراط... هذا الافراط المقزز في عمى استخدام القوة, لما خاف الخائفون. واستثنى في عصرنا قوة واحدة كان خوفها ذكيا وفعالا ومعياراً هي «حزب الله».
عادل محمود
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد