مواقع الكترونية تفرض نفسها ناخباً في حملة الرئاسة الأمريكية
تحول الجدل الانتخابي الأميركي من هموم السياسة الخارجية والأمن القومي، الى نقاش حول طريقة معاملة أحد المرشحين لكلبه الايرلندي، والسبب الذي جعل ابنة المرشح الجمهوري رودي جولياني تؤيد منافسه الديموقراطي باراك أوباما، أو مغزى ربط السناتور جوزيف بايدن كعكة «الدونت» بالجالية الهندية. ولم يكن هذا الانقلاب في مواضيع الحملة الانتخابية ممكنا لولا مواقع الكترونية مثل «يو تيوب» و «فايس بوك» فرضت نفسها ناخباً جديداً و «مشاكسا» على السباق وعدلت في سلوك المرشحين وأساليبهم.
ورغم حداثة هذه المواقع، الا انها نجحت خلال ثلاث سنوات في التحول الى لاعب محوري في السجال الانتخابي لم تعرفه أي من الحملات السابقة، وفتحت أمام المرشحين باب التبرعات والتواصل مع طبقة الناخبين الشباب، لكنها اجبرتهم في الوقت نفسه، وبسبب اعتمادها أسلوب «ديموقراطية المعلومات»، على الانحراف عن الأجندة المفترضة والغوص في تفاصيل محرجة تعود عقوداً بمواقفهم السياسية وتضطرهم الى تبريرها.
ويحصي موقع «فايس بوك» الذي يعتبر بمثابة شبكة اجتماعية تضم الملايين المسجلين على صفحات الكترونية، أكثر من 200 ألف مؤيد للديموقراطيين يتصدرهم المرشح باراك أوباما، مقابل 70 ألفاً للجمهوريين أوسعهم شعبية المرشح رون بول المعارض لحرب العراق، فيما يسجل موقع «يو تيوب» على الانترنت أكثر من نصف مليون لقطة فيديو عن انتخابات العام 2008 بعضها كلفت مرشحين محتملين طموحاتهم الرئاسية.
والضحية الأولى كان المرشح الجمهوري والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس ميت رومني الذي حل ثالثاً في استطلاعات الرأي. ويتحدث رومني في مقابلة صحافية بثتها «يو تيوب» عن رحلة عائلية قام بها في 1983 من مدينة بوسطن الى أونتاريو الكندية وحاول فيها التركيز على دوره كأب وقيمه العائلية. غير أن المقطع من المقابلة حول قيامه بربط الكلب «سيموس» على متن السيارة لمدة 12 ساعة، أوقعه اليوم في مأزق مع جمعيات الرفق بالحيوان وجره الى مشاكل مع الناخبين لمخالفته القانون الأميركي وتعريض كلبه لهذه المعاملة. ورغم تأكيد رومني في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» قبل أيام أن «سيموس» لم يعترض على ركوب ظهر السيارة، تلاحق القصة المرشح في جولاته على ولايات الداخل حيث يكرر التزامه حماية الحيوانات من التعذيب ويردد مواقفه حول العراق.
وغطت على مقابلة رومني صفحة كارولين جولياني ابنة المرشح رودي جولياني على موقع «فايس بوك» حيث خرجت صاحبتها عن الواجبات العائلية والحزبية وأعلنت تأييدها لأوباما. وأكد الأخير أنه لن يمانع في التعرف عليها، فيما تحاول حملة جولياني التعتيم على الفضيحة. ودعا جولياني الذي يتقدم استطلاعات الرأي عن حزبه، الناخبين أول من أمس عدم التدخل في شؤون عائلته «تماما» مثلما لا يتدخل هو في شؤونهم.
وغالبا ما تنقلب دعابات المرشحين على أصحابها، وخصوصا اذا حملت طابعاً عنصريا. وكلفت مزحة السناتور السابق جورج آلن والتي انفردت «يو تيوب» في نقلها، حين استخدم لفظة «ماكاكا» (القرد المسخ) مخاطباً احد معارضيه، حملته الانتخابية وطموحاته الرئاسية معا.
كما لقي تعليق المرشح الديموقراطي السناتور جوزيف بايدن في محل «دانكن دونت» والمسجل على «يو تيوب» أيضا، وقوله «لا يمكنك أن تعمل في محل دانكن دونت اذا لم تكن لديك لكنة المهاجرين الهنود»، استهجان الجالية الهندية الواسعة النفوذ في الولايات المتحدة.
وشاعت في أوساط «يو تيوب» لقطات «فتاة أوباما» باستعراضاتها «المثيرة» لدعم المرشح، فيما فاق عدد المجموعات المعارضة للسناتور هيلاري كلينتون تلك المؤيدة لها على «فايس بوك». ووظف المرشحون طاقات بشرية وتكنولوجية هائلة لمتابعة هذه المواقع والتأثير في الصورة المرسومة على كل منهم.
جويس كرم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد