إقالة رئيس تحرير مجلة تابعة للجيش الألماني لتطاوله على البابا
أقالت وزارة الدفاع الألمانية المقدم أوفه كورت من منصبه كرئيس تحرير صحيفة "أكتويل" التابعة للجيش بعد كتابته مقالا في الصحيفة رأت فيه الكنيسة الكاثوليكية ذات النفوذ الهائل في البلاد تطاولا على بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر.
وكان رئيس التحرير المقال قد وجه في آخر مقال افتتاحي رسالة مفتوحة إلى البابا بنديكت بمناسبة مرور 80 عاما على ميلاده.وتمني كورت في المقال أن يتحلى البابا الألماني بالشجاعة لتقديم إجابات دينية على عدد من القضايا التي يؤجل الفاتيكان منذ وقت طويل اتخاذ موقف بشأنها مثل الإجهاض والشذوذ الجنسي وقتل المرضى الميئوس من شفائهم والاستنساخ ووحدة الكنائس النصرانية.
ورغم خلو المقال من أي انتقاد للبابا أو الفاتيكان وجه الأسقف الكاثوليكي للجيش الألماني فالتر ميكسا رسالة لرئيس قسم الصحافة والمعلومات بوزارة الدفاع الألمانية توماس راب عبر فيها عن استياء الكنيسة الكاثوليكية مما كتبه كورت.
وردت الوزارة على الخطاب وألزمت رئيس تحرير صحيفة الجيش بالاعتذار عما أورده بالمقال والتأكيد على أن الصحيفة ستظهر في المستقبل مزيدا من الاحترام للكنيسة الكاثوليكية.
ولم تجد كلمات الاعتذار صدى إيجابيا يذكر عند مسؤولي وزارة الدفاع الذين أحالوا كورت إلى لجنة تحقيق قررت بدورها معاقبته بإبقائه رئيسا للتحرير مع منعه من الكتابة في الصحيفة والمشاركة في اجتماع قسم الإعلام والمعلومات بالوزارة أو مرافقة وزير الدفاع في رحلاته الخارجية.
ولم تلبث الوزارة أن عدلت قرار لجنة التحقيق وأقالت كورت من رئاسة تحرير صحيفة أكتويل وعينته في منصب آخر هو المتحدث الصحفي باسم القاعدة العسكرية المحلية في ولاية ميكلينبورغ فوربومرن المجاورة لبرلين.
وتصدر صحيفة أكتويل عن إدارة الصحافة والإعلام بوزارة الدفاع الألمانية، وتوزع شهريا 60 ألف نسخة على الضباط والجنود داخل الوحدات العسكرية المنتشرة داخل الولايات الألمانية وفي القواعد الخارجية
و امتنعت كلوديا نوسباور المتحدثة باسم الوزارة ا عن تقديم أي معلومات مشيرة إلى وجود حظر مبدئي على أي معلومات تتعلق بالشؤون الداخلية للجيش الألماني.
وأثار قرار استبعاد رئيس تحرير الصحيفة جدلا إعلاميا حول المدى المسموح به لحرية الرأي في صحيفة الجيش الألماني، وعرضت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" التي تفردت بالكشف عن قرار الإقالة وجهتي نظر حول القرار رأت الأولى أنه ليس مسموحا لصحيفة ملتزمة بالتعبير عن رأي منظمة أو وزارة حكومية أن تتحول لمنبر لإبداء الرأي في القضايا العامة.
وأضافت زود دويتشه تسايتونغ أن هناك وجهة نظر ثانية تعتبر أن دأب صحيفة أكتويل في جميع أعدادها على تناول قضايا ليس لها علاقة بالجوانب العسكرية يسمح لها بالتعبير عن آرائها في هذه القضايا.
وفي حين هاجمت مواقع إلكترونية لكنائس غير كاثوليكية التأثير المتعاظم للكنيسة الكاثوليكية داخل الجيش الألماني، أكدت مواقع تابعة لمراكز دراسات إعلامية ألمانية أن الدفاع عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام باعتبارها حرية رأي، وإقالة رئيس تحرير أكتويل يدل على وجود ازدواجية المعايير في الإعلام الألماني.
خالد شمت
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد