85 قتيلا في تفجير انتحاري قرب مقر "الوطني الكردستاني" بكركوك

قتل 85 شخصا على الاقل يوم الاثنين في هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة في مدينة كركوك المضطربة وقال شاهد ان بعض الضحايا حوصروا داخل حافلة واحترقوا بداخلها حتى الموت.
وقالت الشرطة أيضا ان 180 أصيبوا وحذرت من أن عدد القتلى قد يرتفع من جراء ذلك الانفجار الذي زاد من حدة التوتر في المدينة النفطية الواقعة في شمال العراق والتي يسكنها خليط من الاكراد والتركمان والشيعة والعرب السنة. وتعتزم المدينة اجراء استفتاء حاسم على وضعها في المستقبل في وقت لاحق من العام الجاري.
وصرح نائب قائد شرطة مدينة كركوك اللواء تورهان عبد الرحمن أن قوة الانفجار أدت الى تدمير عشرات المنازل والمتاجر بصورة كاملة.
واشتعلت النيران في عشرات السيارات وأظهرت صور من موقع الحادث عددا من الجثث المتفحمة والممزقة في الحافلة وحفرة كبيرة في الشارع حيث انفجرت الشاحنة. وبدت على شاحنة صغيرة تابعة للشرطة بقع دماء.
وأدت العمليات العسكرية الامريكية والعراقية في بغداد والمناطق المحيطة بها الى تراجع عدد الهجمات في العاصمة ولا سيما الكبيرة منها خلال الاسابيع الاخيرة. لكن وتيرة العنف اشتدت في مناطق أخرى من البلاد حيث تنتشر قوات الامن بكثافة أقل.
وليست كركوك ببعيدة من طوزخورماتو حيث أدى انفجار ضخم لشاحنة ملغومة في سوق مزدحم الى مقتل 130 على الاقل في السابع من يوليو تموز في واحد من أعنف الهجمات المنفردة على الاطلاق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وفقد عدنان سرحان البالغ من العمر 30 عاما كلتا عينيه وكسر ظهره في تفجير كركوك. وكان سرحان يخضع لعملية جراحية بينما كانت أمه المكلومة تترقب أي أنباء.
وتساءلت مهية قادر (70 عاما) وقد جلست في ترقب بالقرب من غرفة العمليات الى جوار زوجة ابنها "هل سيكتب لي رؤية ولدي حيا مرة أخرى.."
وهذا الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني واحد من عدة هجمات وقعت في كركوك التي من المفترض أن تجري استفتاء لتقرير وضع المدينة في وقت لاحق هذا العام.
ويريد الاكراد الانضمام الى اقليم كردستان الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي لكن كثيرا من السكان الاخرين يفضلون بقاء المدينة تحت ولاية الحكومة المركزية في بغداد.
وقال ضابط تابع للاتحاد الوطني الكردستاني ويدعى كاوا ابراهيم انه كان جالسا في مكتبه "وكل ما رأيته هو الجدران والسقف وهي تنهار علي."
وقالت الشرطة ان 25 على الاقل من الجرحى في حالة خطيرة وان كثيرا من الجثث ربما ما زالت مدفونة تحت الانقاض.
وقال طبيب في مدينة السليمانية بإقليم كردستان ان أكثر من 20 من الناجين أيضا نقلوا على عجل الى هناك للعلاج. وحذر من أن كثيرا منهم يحتاج الى عمليات بتر أو جراحات كبيرة أخرى.
وقالت الشرطة ان الشاحنة انفجرت بعد دقائق من هجوم بسيارة ملغومة وقع داخل منطقة للتسوق بكركوك وأسفر عن اصابة شخصين.
وقالت الشرطة أيضا ان ضابط شرطة قتل وأصيب أربعة اخرون بعدها بقليل عندما انفجرت سيارة ملغومة كانت متوقفة في جنوب كركوك. واكتشفت الشرطة سيارة ملغومة رابعة وأبطلت خطرها دون وقوع أي أضرار.
والى الجنوب من بغداد قال الجيش الامريكي ان الاف القوات الامريكية اجتاحت منطقة تقول أنها ملاذ امن للقاعدة في العراق تستخدم في تعزيز العمليات القتالية للمتشددين في العاصمة.
وشنت القوات الامريكية والعراقية سلسلة من العمليات الامنية الكبيرة منذ الشهر الماضي بعد وصول 28 ألف جندي أمريكي اضافي كان الرئيس الامريكي جورج بوش أمر بنشرهم في العراق.
وتهدف العمليات  الى منح رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي الوقت الكافي لتمرير قوانين أساسية لاقتسام السلطة.
ويزيد مرور الوقت من الضغوط. ويريد كثير من الامريكيين أن تعود القوات الامريكية قريبا للوطن وانضم أعضاء كبار من الحزب الجمهوري الى المطالبة بتغيير استراتيجية العراق.
ويقول بوش انه لن يغير نهجه الى حين صدور تقرير منتظر عن التقدم في العراق من الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق والسفير الامريكي في بغداد رايان كروكر في سبتمبر أيلول.
وتستهدف عملية يوم الاثنين وقف تدفق السلاح والمقاتلين على العاصمة حيث تخوض القوات الامريكية والعراقية بالفعل قتالا عنيفا هناك.
وفي غارات بدأت قبل الفجر وصلت القوات الامريكية المحمولة جوا بطائرات الهليكوبتر الى منطقة وصفها الجيش الامريكي بأنها ملاذ امن للقاعدة حول وادي نهر الفرات على بعد 35 كيلومترا الى الجنوب من بغداد.

المصدر: رويترز