قزيز: 50% من الفلاحين لا يعملون

30-08-2023

قزيز: 50% من الفلاحين لا يعملون

نور ملحم:

“البيت يلي ما في مونة فقير”.. بهذه الكلامات تبدأ أم محمود حديثها  للدلالة على أهمية تحضير المونة لفصل الشتاء القادم فهو نوع من الكتفاء الذاتي في هذا الزمن الصعب.

تقول الستينية: “صناعة المونة من العادات القديمة المتوارثة جيل بعد جيل، تحرص عدد من السيدات السوريات على المحافظة عليه رغم ظروفهم القاسية، فاليوم باتت أغلب العائلات تختصر بالمونة فالعائلة التي كانت تصنع 50 كيلو من المكدوس أصبحت تصنع 25 أو أقل نتيجة غلاء الأسعار بشكل كبير أما بالنسبة لمونة الأجبان والألبان فهي أصبحت في الماضي فمعظم السوريين يعتمدون اليوم على شراء الكميات التي يحتاجونها ليوم واحد فقط”.

تكاد تغيب طقوس موسم تحضير المؤنة الصيفية عند معظم العائلات في سوريا، بسبب تردي الوضع المعيشي لشريحة واسعة من الأهالي، بعدما حرمتهم ظروف الغلاء وارتفاع الأسعار للأضعاف من تحضيرها في منازلهم، إذ كانت لا تخلُ أسرة من مختلف أصناف المؤنة في مطابخها، كجزء من أساليب المعيشية التي تعيينهم في أيام الشتاء.

هذا العام يقول “أبو مصطفى” تاجر في سوق الهال إن الإقبال على شراء المونة كان ضعيفا جداً بسبب ارتفاع الأسعار، وغلاء مختلف الأصناف، إذ ان معظم الجيران والمعارف باتوا يشترون بالكيلو فقط أيّ للاستهلاك اليومي فحسب وليس للتموين كما جرت العادة.

«مونة بالتقسيط»

يعد المكدوس والجبن واللبنة المدعبلة والزيتون الأخضر والأسود من أساسيات المائدة السورية على الفطور إذ كانت المطابخ قديماً لا تخلو من مطربات وكانت النسوة تتباهى أمام بعضهن بالكميات المحضرة بشكل متقن بعد أن ترفعهم على رفوف المطبخ.

اضطرت “ندى الخوالي” مدرسة رياضيات لتقسيط ثمن المونة لهذا العام بعد تضاعف الأسعار 4 أضعاف عن العام الماضي.

تقول الأربعينية : “الراتب لا يكفي لصناعة 10 كيلو مكدوس هذا العام فهو لا يغطي تكاليف الزيت والجوز والفليفلة الحمراء والباذنجان والثوم وغيرها من مواد للمونة لذلك قررت شراءها بالتقسيط الشهري من أحد أقرباء زوجي كنوع من تسير الحال”.

تكمل “الخوالي”: “استغنيت على الكثير من المواد التي كنت في الماضي أقوم بتخزينها مثل البرغل والعدس والحمص والفول وقررت شراء اللازم والضروري ضمن هذه الظروف الصعبة”.

«50 % من فلاحين لا يهتموا»

بدوره، أوضح عضو لجنة تجار سوق الهال أسامة قزيز إلى أن ارتفاع الأسعار يعود للعديد من الأسباب أولها ارتفاع أسعار المحروقات لافتاً إلى أن 50 في المئة من الفلاحين في ما عادوا يهتمون كثيراً بزراعة الخضار والفواكه بل توجهوا إلى البيوت المحمية وإلى زراعة المحاصيل الاستوائية مثل الموز والكيوي والأفوكادو والأناناس وغيرها، لأن أسعارها تزيد أربعة أضعاف عن المحاصيل الأخرى.

وأشار “قزيز” إلى أن ارتفاع الأسعار لا يتناسب مع الوضع الحالي فالحركة الشرائية في سوق الهال ضعيفة نتيجة ارتفاع الأسعار، إضافة لارتفاع أجور النقل من درعا والسويداء، حيث وصلت أجور النقل لسيارة محملة 4 أطنان ما بين المحافظتين إلى مليون ليرة سورية وهذا ما أثر على ارتفاع الأسعار.

كيو بزنس 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...