قطاع الدواجن ينهار
رأى رئيس غرفة زراعة حمص أحمد كاسر العلي أن قطاع الدواجن في محافظة حمص كباقي المحافظات شبه منهار وهو بالرمق الأخير ولا يعمل منه حالياً سوى 20 بالمئة فقط، لافتاً إلى أن 80 بالمئة من المربين توقفوا نهائياً عن العمل وأن الـ20 بالمئة المتبقية تعاني وتكابد للبقاء في الإنتاج، وأنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه سيفقد الفروج من الأسواق خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.
وقال العلي: حذرنا مراراً وتكراراً من الوصول إلى هذه المرحلة الحالية منذ عام 2017 لكن دون أي جدوى ودون أن تتم الاستجابة للمطالب والتحذيرات، مؤكداً أنه لم يعد هناك أمل بإنقاذ هذا القطاع ويستحيل أن يكون هناك أمل به ما لم تتدخل الحكومة بدعم الأعلاف والمحروقات بشكل جيد ليعاود المربين التربية.
وبيّن العلي أن الخسارات المتتالية والسابقة التي لحقت بمربي الدواجن دفعت معظمهم للعزوف عن التربية والتوقف عن العمل بشكل نهائي، مشيراً إلى أن كلف الإنتاج باتت مرتفعة جداً على المربين لأسباب عديدة منها ارتفاع سعر الصرف والحصار وخاصةً على المشتقات النفطية وهذا ما أثر بشكل كبير على عمل المداجن التي لم يعد أصحابها قادرين على تأمين الإنارة أو التدفئة إضافة لكلفة التربية المرتفعة أصلاً.
وأشار إلى أن كلف الإنتاج ستزداد في قادم الأيام نظراً لما تشهده أسعار الأعلاف من ارتفاعات يومية من جهة، وزيادة تكلفة التدفئة بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة من جهة أخرى، موضحاً أن أسعار المازوت في السوق السوداء مرتفعة ويصل سعر الليتر الواحد إلى أكثر من 8 آلاف ليرة ولم يعد بمقدور المربين شراؤه لتشغيل المولدات ما أرغم الكثير منهم على ترك التربية، مشيراً إلى أن أصحاب معامل الأعلاف أيضاً توقف الكثير منهم عن العمل لأسباب نقص المحروقات والكهرباء إضافة للخسائر التي تكبدوها ومن بقي بالإنتاج منهم يعمل بطاقة ضعيفة جداً حالياً.
ولفت العلي إلى أن سعر كيلو الصويا وصل إلى 8 آلاف ليرة حالياً بينما سعره في لبنان 4 آلاف ليرة وهذا ما يجعل كلفة تربية الفروج في الدول المجاورة أقل بكثير من التكلفة لدينا، مشيراً إلى أن كلفة إنتاج كيلو الفروج لدينا وصل إلى 13 ألف ليرة بينما لا تتجاوز 10 آلاف في لبنان وهذا ما يجعل خسارة المربين لدينا كبيرة، وأنه على سبيل المثال المربي الذي لديه 10 آلاف طير قدرت خسارته بحوالي 50 مليون ليرة وبالنتيجة توقف عن العمل.
وبيّن أنه في السابق كان المستورد للمواد العلفية يبيع الأعلاف للمربين بالآجل بينما حالياً يطالبون بتسديد ثمن المواد بالكامل قبل التسليم وهذا يشير إلى أن حتى من كان يمول عمليات التربية والإنتاج وصلوا إلى طريق مسدود وصغار المربين توقفوا عن الإنتاج بسبب تراكم الديون لأصحاب المعامل وغيرهم.
وأشار العلي إلى أن القوة الشرائية لدى المواطن ضعيفة جداً أيضاً وهذا ما يتحكم بسعر كيلو الفروج في الوقت الحالي ولو كان هناك قوة شرائية جيدة لوصل سعر الكيلو إلى 20 ألف ليرة بحسب كلفة الإنتاج إلا أن سعر المبيع ما زال ما بين 13 إلى 13.5 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن هناك لجنة مكلفة بالتسعير مكونة من مديرية التجارة الداخلية في المحافظة ومنشأة الدواجن الحكومية وغرفة الزراعة واتحاد الفلاحين وحالياً لا يتم الاعتماد على الكلفة بل على العرض والطلب ورغم أن وزارة الزراعة تقوم بحساب سعر التكلفة وتعلم أن بيع الفروج بهذا السعر خاسر إلا أنها عاجزة عن تغيير هذا الأمر.
وفي ختام حديثه لفت العلي إلى أنه انخفضت مبيعات الفروج إلى ما لا يقل عن 20 بالمئة خلال يوم رأس السنة مقارنة مع العام الماضي وأن المواطنين توجهوا إلى شراء الأسماك لكون أسعارها أرخص من الفروج، لافتاً إلى أن ما ينطبق على الفروج ينطبق على بيض المائدة أيضاً.
الوطن
إضافة تعليق جديد