توقعات اليورو والدولار لعام 2023
وصل زوج اليورو/ دولار في عام 2022، لأول مرة منذ 20 عامًا، إلى ما دون مستوى التكافؤ، مع أدنى مستوى له عند 0.9535 في 28 سبتمبر/ أيلول.
وبين بداية العام، عندما بلغت قيمة اليورو حوالي 1.135 دولارًا، وأدنى مستوى له في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، بلغت الحركة الهبوطية لهذا العام في النهاية أكثر من 1800 نقطة أساس.
ومع ذلك شهد الربع الرابع من عام 2022 حتى الآن تحولًا دراماتيكيًا، حيث بلغ زوج العملات يورو/ دولار أعلى مستوى سنوي له عند 1.0737 في 15 ديسمبر/ كانون الأول، متقدمًا بأكثر من 1200 نقطة من أدنى مستوى سنوي له، فعكس أكثر من ثلثي انخفاض الـ 9 أشهر السابقة خلال ستة أسابيع.
كذلك، اكتسب اليورو مقابل الدولار الأمريكي 10٪ في نوفمبر/ تشرين الثاني وحده، وهو أفضل أداء شهري له منذ يوليو/ تموز 2020.
ويبقى السؤال حاليًا، هل سيستمر الانعكاس التصاعدي لليورو مقابل الدولار الأمريكي في عام 2023؟
أولًا يجب أن نعرف: لماذا انخفض اليورو وكيف ارتفع مجددًا؟
خلال نهاية سبتمبر/ أيلول، أثرت قوة الدولار، الذي قفز هذا العام في مواجهة الارتفاع السريع في أسعار الاحتياطي الفيدرالي، بشكل كبير على سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي، حيث كان البنك المركزي الأوروبي أبطأ في تشديد سياسته في مواجهة ارتفاع معدلات التضخم.
كما أثرت الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة التي تلتها على الاقتصاد الأوروبي بشكل أكبر بكثير من الاقتصاد الأمريكي، مما أعطى الدولار الأمريكي ميزة إضافية.
لكن السياق مختلف الآن؛ فقد أدى التباطؤ في جدول رفع سعر الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي واعتدال التضخم في الولايات المتحدة (مفهومان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا) بالمستثمرين إلى إعادة النظر في زوج العملات.
هل تنقلب الطاولة على الدولار؟
في الواقع، إذا عانى زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي في عام 2022 من تأخر البنك المركزي الأوروبي عن بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة، فقد يشهد عام 2023 انعكاسًا للوضع، حيث “يلحق” البنك المركزي الأوروبي بركب الاحتياطي الفيدرالي، والذي من جانبه يتجه بوضوح نحو رفع أقل حدة للفائدة.
ويبقى الفرق في سعر الفائدة بين بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي في بؤرة التركيز عام 2023.
وبذلك، فإن توقعات السوق بشأن فارق سعر الفائدة بين بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي ستكون أساسية بالنسبة لسعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي في عام 2023.
وعلى وجه التحديد، سيكون السؤال المركزي في العام المقبل في هذا الصدد هو ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي أو البنك المركزي الأوروبي أول من يخفض أسعار الفائدة مرة أخرى.
في هذا الصدد، قال الخبير الاستراتيجي “روبرتو مياليتش” إن “الاحتياطي الفيدرالي يخطط لخفض أسعار الفائدة في عام 2024 بوتيرة أكثر حدة من البنك المركزي الأوروبي”.
ونتيجة لذلك يتوقع “تضييق الفارق بين سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية الأمريكية ومعدل إيداع البنك المركزي الأوروبي، والذي سيكون متسقًا مع ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي”.
وأضاف أن “الاعتماد الشديد لقوة الدولار الأمريكي على ارتفاع العوائد الأمريكية يعني أن العملة الأمريكية ستضطر إلى تخفيف قبضتها مع انخفاض عائدات الولايات المتحدة مرة أخرى، كما حدث بالفعل على خلفية بيانات التضخم الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي”.
الحرب في أوكرانيا… ورقة هامة في لعبة العملات لا يصح إهمالها:
الحرب في أوكرانيا هي أيضًا “بطاقة جامحة” ذات حدين لا ينبغي التغاضي عنها. وقد تكون النهاية المحتملة للصراع في عام 2023 عاملاً تصاعديًا قويًا لسعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
ومن ناحية أخرى، فإن تأثير الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد الأوروبي قد يزداد سوءًا إذا قررت روسيا قطع إمدادات الغاز عن القارة تمامًا. وفي هذه الحالة، من المحتمل أن نتوقع رؤية المحللين يتحدثون عن العودة إلى ما دون التكافؤ مرة أخرى.
وكالات
إضافة تعليق جديد