ترخيص أول هيئة تصنيف بحرية لاستقطاب السفن إلى سورية
أصدرت المديرية العامة للموانئ في سوريا أول ترخيص رسمي لهيئة تصنيف بحرية وطنية بمزاولة المهنة، كأول إنجاز من نوعه في القطاع البحري السوري.
و باشرت الهيئة عملها في مدينة اللاذقية من خلال فريق عمل من الخبراء البحريين تحت اسم “هيئة مير مارين البحرية لتصنيف السفن”، والتي تضم فريق عمل مؤلف من خبراء أكاديمين وخبراء بالكشف والإشراف.
هيئة سورية وطنية
أهمية وجود هيئة تصنيف بحرية في سوريا، أوجزها مدير عام الموانئ السورية العميد سامر قبرصلي في حديث لوكالة “سبوتنيك”، بالقول: تتيح هيئة التصنيف المجال لتصنيف السفن من خلال هيئة سورية وطنية بقواعد ولوائح فنية وطنية خاصة بهذه الهيئة، وبما يتماشى مع المعايير الفنية المعمول بها دولياً، بالإضافة للاتفاقيات البحرية الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، والمدونات الدولية وفق أحدث الإصدارات لهذه الاتفافيات والمعايير.
خطوة لاعتراف دول أعلام السفن
وأكد قبرصلي أن وجود هيئة تصنيف بحرية سورية تتيح الفرصة لاستقطاب السفن التي ترفع العلم السوري بدلاً من لجوء هذه السفن لهيئات تصنيف أجنبية، كما قد تسهم في المستقبل باستقطاب سفن أجنبية للتسجيل تحت العلم السوري مما يساهم برفد الاقتصاد الوطني وتعزيز موقع سوريا ودورها في قطاع النقل البحري العالمي، وأضاف: على أمل أن تكون خطوة للحصول على اعتمادات واعترافات بهذه الهيئة من مختلف دول أعلام السفن في المستقبل.
قوانين بحرية لبناء السفن وتصنيفها
وقال قبرصلي: منظمات التصنيف هي منظمات غير حكومية تعمل في قطاع النقل البحري، تقوم بوضع قواعد وقوانين بحرية لبناء وتصنيف السفن اعتماداً على المعايير الفنية الدولية والاتفاقيات البحرية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية والمدونات الدولية بإصداراتها الحديثة، وتقوم بالإشراف على البناء والكشف الدوري على البواخر للتأكد من توافقها الدائم مع تلك المعايير.
وأضاف: تقع على عاتق الهيئات مسؤوليات عدة، وهي وضع القوانين والقواعد الفنية اعتماداً على المعايير الفنية المعمول بها دولياً، الموافقة أو رفض التصميمات والحسابات اعتماداً على القوانين والقواعد الموضوعة من قبلها، إجراء الكشف على السفن الجديدة الراغبة في التسجيل في الهيئة أثناء عملية البناء واخضاعها لكشوفات دورية بعد ذلك للتأكد من تطبيقها الدائم لتلك القواعد إذ تشمل عملية الكشف جسم السفينة ومحركاتها الرئيسية والمساعدة ومضخاتها وأوناشها والمعدات الحيوية الأخرى، وتصنيف حفّارات النفط و غيرها من المنشآت العائمة والثابتة، بالإضافة لإصدار شهادات الجودة للمصانع والمنشات الاقتصادية حسب “ISO”.
تذليل الصعوبات أمام السفن
وأشار قبرصلي إلى أن تصنيف السفن يعتبر من أهم الإجراءات التي تقي أي سفينة من الوقوع في المشاكل والصعوبات التي تعيق عملها، مستدركاً: لا يوجد ما يُجبر مالك السفينة على تسجيل سفينته أو تصنيفها، لكن هذا يعرضها لكثير من الصعوبات.
ودلّل قبرصلي على الصعوبات، بالمعاناة مع شركات التأمين التي ترفض تصنيفها لأن التسجيل يعتبر دليل على صلاحية السفينة، كما أن السفن غير مسجلة ستواجه صعوبة كبيرة في عمليات البيع والشراء والاستئجار، ناهيك عن رفض الشاحنين شحن بضائعهم فيها لأنها تكون مجهولة المصير لعدم وجود ما يثبت صلاحيتها، كما أن مالك الباخرة لن يستطيع معرفة فيما اذا كانت الباخرة قد أُجريت عليها الصيانة المفروضة بشكل صحيح وعلى اكمل وجه أم لا، في ظل عدم وجود ما يثبت ذلك.
هيئة غير ربحية
فيما يتعلق بمهام الهيئة، اوضح قبرصلي أن جميع الهيئات تدار على أساس عدم تحقيق الربح، بل إنفاق كافة دخلها على تحسين خدماتها، بالإضافة للقيام بالأبحاث اللازمة للتطوير في المجالات العلمية لبناء السفن والهندسة البحرية.
وأكد قبرصلي أنه حتى يستمر اعتبار السفينة مصنفة لدى هيئة التصنيف البحرية، فان الهيئة تطلب الكشف و المعاينة الدورية على جسم السفينة وماكيناتها، بهدف ضمان استمرار المستوى المطلوب من الكفاءة والاتقان والأمان.
وأشار قبرصلي إلى أن عمليات الإصلاح والصيانة لجسم السفينة وأجزاءها الأخرى يجب أن يتم تحت إشراف مهندسي الهيئة لضمان إتمام هذه العمليات حسب القواعد التي تصدرها الهيئة.
ولفت قبرصلي إلى أن الهيئة تقوم أيضاً عن طريق مهندسيها بتجميع المعلومات الخاصة بالأعطاب و كيفية تفاديها مستقبلاً، ومعاينة وإصدار شهادات المحمول و السلامة و خط التحميل والتي تعد من أهم نشاطات الهيئة.
وأضاف: على الرغم من التطوير المستمر في تقنية بناء السفن والمحركات إلا أن المبادئ الأساسية التي تتبعها هيئات التصنيف والتسجيل البحرية بالنسبة لتصنيف السفن باقية وتتلخص في الالتزام بمستوى معين من البناء والتصميم، ما يضمن كفاءة السفينة و جدارتها البحرية.
وتقوم هيئات التصنيف بتحديد مقاييس الاعضاء الانشائية للسفينة والتفضيلات المختلفة لطرق بنائها والمواصفات اللازم اتباعها في المواد المستخدمة ونوع الخدمة التي تصلح لها السفينة.
وحسب قبرصلي، فإن المعاينات المطلوبة بواسطة هيئة التصنيف تتلخص بالمعاينات السنوية، معاينات الحوض، المعاينات الدورية الخاصة، المعاينة بالمناسبة، معاينة الإصلاح.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد