هل تكون الضربة القاضية لقطاع الدواجن؟

تتجه الحكومة حالياً لاستصدار قرار يمنح الأولوية المطلقة لدعم لاستيراد مادة حب فول الصويا على حساب كسبة الصويا التي تعتبر من أهم مكونات الخطة العلفية للدواجن.

حيث وجه من وزير التجارة الداخلية عمرو سالم إلى الغرف الصناعية (حصلت المشهد على نسخة منه) يتضمن دعوتهم لحضور اجتماع غداً الثلاثاء الثانية بعد الظهر في الوزارة مصطحبين معهم اصحاب معامل عصر بذور فول الصويا شخصياً، لمناقشة ودراسة اعطاء الاولوية في استيراد مادة حب الصويا على حساب كسبة الصويا وبشكل مطلق، على ان يتم تسليم 30 ٪ من كسبة فول الصويا الناتجة عن عملية العصر للمؤسسة العامة للاعلاف و 15 ٪ من زيت الصويا للسورية للتجارة.

هذا التوجه يطرح مجموعة تساؤلات وفقاً لمربي الدواجن، بناءً على تجربتهم المريرة مع معامل الاعلاف، لجهة أن نسبة البروتين في كسبة الصويا الناتجة عن عصر حبة الصويا محلياً أقل بكثير من المستوردة، إضافة إلى أنها غالباً ما تكون رطبة، وسعرها يضاهي سعر المستوردة!ّ.

النائب في مجلس الشعب السوري عن محافظة حماه السيد بسيم الناعمة وهو أحد مربي الدواجن، وفي معرض تعقيبه على هذا التوجه، يؤكد أنه سيصب في مصلحة معامل عصر حب فول الصويا، ويشير في حديث للمشهد أن هذا النوع من المعامل متوفر لدى شخصين فقط في سوريا!، وبالتالي سنكون أمام فشل جديد في دعم قطاع الدواجن، قد لا تكتشفه الحكومة إلا بعد أشهر، أي بعد خراب القطاع.

ويبين الناعمة أن هذا التوجه لا يجمل جديداً لجهة دعم المادة (حب فول الصويا) فالحكومة ومنذ سنوات تمول مستوردات مادة حب فول الصويا وفق سعر الصرف الرسمي وتعفيها من الرسوم الجمركية، الشيء الجديد فقط يتعلق بالدعم المطلق على حساب كسبة الصويا المستوردة.

الى ذلك يؤكد أن التجارب السابقة مع أصحاب المعامل غير مشجعة، ذلك لعدم التزامهم بالتسعيرة الرسمية لبيع نواتج عصر فول الصويا (الزيت و الكسبة)، وتبيع التفل أو كسبة الصويا بسعر المستوردة، وغير متوفرة دائماً، إضافة إلى أنها تكون بجودة أقل من المستوردة ورطبة، ونسبة البروتين فيها منخفضة عن النسبة المعتمدة (٤٨ ٪)، حيث نسبة البروتين فيها ٣٧ ٪ فقط وهذا يؤثر على نمو الفروج!.

ويطرح النائب في البرلمان السوري تساؤلات، حول ما إذا كانت هذه الحمائية لاصحاب معامل عصر فول الصويا، سيقابلها طلب فواتير نظامية لاحتساب التكاليف، وبالتالي تحديد تسعيرة محددة ومشجعة، أم أن موضوع تسعير الكسبة سيترك لأصحاب المعامل على اعتبار أنهم سيسلمون ٣٠ ٪ من الكسبة لمؤسسة الاعلاف، و١٥ ٪ من الزيت للسورية التجارة.

ويقارن الناعمة بين أسعار أعلاف الدوجن في سورية مع أسعارها في بلد مثل لبنان الذي يعاني هو الاخر من أزمة اقتصادية أكثر حدة، ويؤكد أن سعر طن كسبة الصويا في لبنان أقل من سعرها في سورية بحدود ٧٠٠ الى ٨٠٠ ألف ليرة سورية، وكذلك بالنسبة للذرة العلفية.

الناعمة انتقد اجراءات وزارة التجارة الداخلية لجهة ارسال دوريات الى مسالخ الفروج، ومحاسبتها على شراء الفروج المداجن بأسعار مرتفعة، والتوجه نحو اغلاق تلك المداجن، ويرى أن مثل هذه التصرفات ستزيد من الاغلاقات في هذا القطاع!، حيث أنهم تحملوا خسائر كبيرة بسبب زيادة كلف الانتاج.

ويضيف الناعمة أنه سبق وحذر تحت قبة البرلمان من انهيار قطاع الدواجن بسبب عدم وجود سياسة واضحة لدعمه، وقال: "طالبت بدعم أفواج أمات الفروج، قبل أن تتعرض للذبح، على اعتبار أنها الحلقة الأوسع والأشمل بقطاع الدواجن، لافتاً الى أن ما يحدث في قطاع الدواجن ينطبق على مجمل قطاع الثروة الحيوانية في سورية، فالمشكلة برأيه تتعلق بتأمين الأعلاف، وإلا سنفقدها على ما يقول.

وشهدت أسعار منجات الفروج في السورية ارتفاعات متتالية ووصلت ذروتها هذا الصيف، وسط تراجع كبير في القوة الشرائية لغالبية السوريين وارتفاع أسعار الاعلاف والمحروقات، ويقدر خبراء في قطاع الدواجن أن نسبة الاغلاقات فيه بلغت نحو ٨٠ ٪، مع خروج معظم صغار المربين من دائرة الانتاج.

المشهد