اصطياد سمكة القمر العملاقة في جبلة
لا تزال لحوم الأسماك تسجل ارتفاعا كبيرا في أسعارها في السوق السورية، وسط استمرار حظر الصيد الذي تفرضه حكومة دمشق، حيث سجلت أسعار قياسية خلال الأشهر القليلة الماضية، لتصبح بحكم المواد “المحرمة” على الفقراء وموائدهم.
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية أن أرخص أنواع لحوم الأسماك تباع بـ 15 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد. وفي حادثة غير عادية وقعت في مدينة جبلة في اللاذقية، اصطاد أربعة صيادين سمكة "القمر العملاقة"، أو السمكة "القمرية" وهي من أنواع السمك التي تعيش في المحيطات وأعماق البحار.
وقال الصياد محمد زمزم لـموقع "أثر برس": "عند خروجنا للصيد فجر اليوم، أبحرنا وعندما ابتعدنا عن شاطئ مدينة جبلة مسافة بضعة أميال، قمنا برمي شبكة الصيد في البحر".
وأضاف زمزم "بعد مرور ساعة تقريباً، شعرنا بهزة في القارب وكأنه ارتطم بصخرة، ليتبين لنا أن سمكة القمر قد ارتطمت بالقارب، بعد أن دخلت الشبكة وهي تطارد الأسماك الصغيرة".
وتابع "حاولت السمكة كثيراً الإفلات من الشبكة ومعاودة الاصطدام بالقارب مرات عدة، كانت مغامرة جنونية نعيشها وسط البحر في معركة عض أصابع بيننا وبين السمكة العملاقة التي يتجاوز وزنها 1000 كيلو غرام".
وأردف "بسبب وزنها الكبير، لم نستطع رفعها إلى القارب، فقمنا بسحب الشبكة إلى الميناء وهناك عملنا على ربط الشباك بالرافعة وسحبها من المياه".
بدوره، أوضح رئيس جمعية صيادي جبلة خالد إن "السمكة القمرية التي تم اصطيادها تعيش في المياه العميقة، وتظهر أحياناً قريبة من سطح المياه عند بحثها عن الطعام أو عبر أسراب الأسماك الصغيرة".
وأشار مثبوت إلى أن السمكة تم عرضها في سوق مزاد الأسماك بمدينة جبلة، وبيعت بمبلغ قيمته 50 ألف ليرة، عازياً السبب وراء انخفاض ثمنها إلى قلة اللحم فيها.
ولفت مثبوت في حديثه إلى أنها المرة الثانية التي يتم اصطياد مثل هذا النوع من الأسماك في المحافظة، مدللاً أنه في العام الماضي تم اصطياد سمكة بوزن 600 كيلو غرام من قبل أحد الصيادين في جبلة.
يذكر أن سمكة القمر لا تؤكل بسبب احتوائها على معدلات عالية نسبياً الزئبق، لكن يمكن تناولها لمرة واحدة إذا تم العثور عليها، حيث أن خطورة زئبق الأسماك تظهر فقط عند الإفراط في تناولها.
كما تعتبر هذه السمـكة من ذوات الدم الحار لذلك تقوم بالصعود إلى سطح الماء؛ لتدفئة أعضائها الحيوية، كالقلب، والعيون، والمخ، وعضلاتها التي تستخدمها في السباحة، فتحتاج للتدفئة؛ وذلك لكي تستطيع السباحة، والنزول للأعماق السحيقة، ذات درجات الحرارة المنخفضة جداً، التي تكاد تصل إلى المتجمدة.
وتتغذى سمكة القمر بشكل رئيسي على قنديل البحر واللافقاريات البحرية الأخرى، وهي من أكثر الأسماك إنتاجاً حيث يمكن أن تبيض أنثى واحدة حتى 300 مليون بيضة.
مدير الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية السورية، عبد اللطيف علي، تحدث حول قلة كميات الأسماك في سوريا وارتفاع أسعارها.
وعزا علي خلال حديثه لصحيفة “تشرين” المحلية، في 21 نيسان/أبريل الفائت، ذلك إلى الظروف المناخية والعوامل الطبيعية والموسمية التي أدت لانخفاض كميات الأسماك المصطادة.
إضافة لمنع الصيد بشِباك “الشنشيلا” (شباك خاصة بصيد الأسماك) من تاريخ 16 من آذار/مارس وحتى 16 من نيسان/أبريل، التي يتم بوساطتها اصطياد كميات كبيرة من الأسماك العائمة كالسردين والسكمبري والبلميدا على عكس بقية وسائل الصيد التقليدية كالشراك والأقفاص التي تصيد كميات قليلة.
وأوضح علي، أنه بنهاية كل عام ينتهي موسم تسويق أسماك المياه العذبة الداخلية للبدء بتربية السمك بدءا من شهر نيسان/أبريل وحتى تشرين الثاني/نوفمبر ليتم التسويق بعدها مباشرة.
وبرر علي ارتفاع أسعارها بغلاء مستلزمات الإنتاج من العلف والوقود وأدوات الصيد وتجهيز القوارب ومعظمها مستورد، وأوضح أن السعر يحدده العرض والطلب وحصيلة مواسم الصيد.
ووفق تقديرات الهيئة السورية، بلغت كمية الأسماك نهاية عام 2021 حوالي 36.4 طنا من سمك الكارب والمشط. فيما وصل إجمالي إنتاج سوريا إلى 10 آلاف و414 طنا، منها 2003 أطنان بحري و8411 طن أسماك مياه عذبة بنهاية عام 2021.
إضافة تعليق جديد