سوريا خسرت 40% من ثروتها الحيوانية خلال الحرب
تعرض قطاع الثروة الحيوانية خلال سنوات الحرب على سوريا لخسائر تقدر بحدود 35 – 40% مقارنة مع أعدادها قبل الحرب.
وبحسب حديث لمدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة أسامة حمود مع “أثر برس”، تعرض هذا القطاع لخسائر قدرت وفق تقارير منظمة الأغذية والزراعة بحدود 35 – 40% مقارنة مع أعدادها قبل الحرب، إما بسبب التهريب أو الذبح العشوائي أو الاعتداء على منشآت الثروة الحيوانية.
وكأمثلة على ذلك قال حمود: “الأبقار مثلاً انخفض عددها بنسبة 30%، والأغنام انخفض عددها بنسبة 40%، بينما قطاع الدواجن كان الخاسر الأكبر فنسبة الخسائر فيه كانت 50%”.
وبالنسبة لقطاع الإنتاج الحيواني في سوريا قبل الحرب، ووفق إحصائية عام 2010 كان يوجد مليون و100 ألف رأس من الأبقار، والأغنام 15 مليون رأس، والماعز 2 مليون رأس، الجاموس 7 آلاف رأس، وكان لدينا إنتاج من الحليب يعادل 2.5 مليون طن سنوياً، والإنتاج من اللحم كان 229 ألف طن، والبيض 3 مليار و300 مليون بيضة، وكل هذه الأرقام طالتها نسبة الانخفاض.
أما عن الإجراءات التي تم اتخاذها لترميم خسائر قطاع الثروة الحيوانية، فذكر حمود أن منها كان استيراد الأبقار من سلالة الفريزيان أو الهولشتاين (الهولندية) لترميم خسائر قطعان الأبقار، وإدخال صفات وراثية على اعتبار أن هذه الأبقار هي أبقار حوامل تتمتع بصفات وراثية عالية وبالتالي هذا العدد الذي أدخل إلى سوريا من هذه السلالة 5011 رأس، أسهم بشكل جيد برفد قطيع الأبقار في سوريا على صعيد المنشآت المؤسسة العامة للمباقر والمربين أيضاً حيث تم توزيع قسم منهم على المربين.
وبالنسبة للأغنام كان هناك مشاريع لإكثار كباش العواس وتوزيعها على المربين لإدخال الصفات الوراثية العالية على قطعان الأغنام في سوريا، علماً أن الهيئة العامة للبحوث التي تعنى بالتحسين الوراثي للعواس فقدت جزءاً كبيراً من منشآتها والتي كان فيها عدد كبير من الحيوانات التي خضعت لبرامج التحسين الوراثي
وعن دور الوزارة هنا، أشار حمود لاستمرارها بتقديم خدمات منها خدمة التلقيح الاصطناعي للأبقار والتي تقدم مجاناً وهي تكلف الدولة 2 مليار ليرة سنوياً، والتلقيحات الطبيعية والوقائية والمعالجات السريرية، موضحاً أنه يتم إنتاج ما يغطي 70% من الدواء البيطري بشكل محلي في سوريا، كما أن المقننات العلفية التي توزع في الدورات العلفية توزع بسعر مخفض عن سعرها في السوق.
وبهذا الإطار أضاف مدير الإنتاج الحيواني، أنه عندما يكون الظرف طبيعي فهناك معدلات نمو طبيعية للمواشي، على سبيل المثال معدل النمو السنوي الطبيعي للأبقار الأجنبية 6% والأبقار المحسنة 5.4%، والأبقار المحلية 2.2% والأبقار الشامية 4% والأغنام 8%، الماعز الجبلي 1.5، والماعز الشامي 17.2، أما في ظروف الحرب أما في ظروف الحرب وفي ظل صعوبة تأمين الأعلاف التي تشكل ما يقارب 75% من تكاليف التربية لها خاصة أن سعرها بات يرتبط بسعر الصرف كون جزء كبير منها مستوردة ما دفع عدد كبير من المربين إلى الخروج من عملية التربية وفي هذا الإطار فقد كان هناك تعاون مع بعض المنظمات الدولية العاملة في سوريا لإعادة هؤلاء المربين إلى عملية التربية من خلال تقديم الرؤوس من الحيوانات وجزء من الأعلاف اللازمة.
وفي ختام حديثه مع “أثر” برس، أكد أنه لا يوجد تصدير لرؤوس الحيوانات رغم أنه صدر منذ فترة قرار بالسماح بتصدير عدد محدود من رؤوس الأغنام لكن لم يصدّر أي رأس غنم، والهدف من هذا القرار كان الحد من عملية التهريب وتأمين اللحوم الحمراء للسوق المحلية من خلال إعادة بعض المربين لعملية التربية، كما أضاف في هذا السياق أنه لا يوجد استيراد رغم صدور قرار بإتاحة استيراد عجول للذبح المباشر.
إضافة تعليق جديد