القنبلة في القبو .. كيف أصبحت إسرائيل نووية
أصدر الصحفي الإسرائيلي مايكل كاربين عن سايمون اند تشوستر كتاباً بعنوان "القنبلة في القبو .. كيف أصبحت إسرائيل نووية وما يعنيه ذلك للعالم ".
وفي الكتاب نجد أنه :" في سبتمبر من عام 1960 حسب الرواية الإسرائيلية تمكنت الولايات المتحدة من إلقاء نظرة على ديمونة من القمر الصناعي كورونا، وبحلول ديسمبر في ذلك العام، تأكد مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية في ذلك الوقت آلان دوليس بما يكفي من حقيقة ما يجري ليقول للرئيس الأمريكي في حينه إيزنهاور إن إسرائيل كانت تبني سراً مفاعلاً نووياً سوف يسمح لها بصنع قنبلة نووية.
إسرائيل لم تعترف مطلقاً أن لديها أسلحة نووية، لكنها لا تنفي أنها تملكها، والولايات المتحدة سايرت هذه التمثيلية الإسرائيلية لأن الاعتراف بالترسانة النووية الإسرائيلية سيثير مطالب عقيمة من العرب والإيرانيين بالتخلص منها، ومع ذلك فإن هذا التغاضي يثير الاستياء والسخرية في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة وإسرائيل حملة قوية ضد إيران وكوريا الشمالية للتخلي عن برنامجيهما النوويين.
بدأ البرنامج النووي الإسرائيلي في الخمسينيات من القرن الماضي عندما قام دايفيد بن جوريون ومجموعة من التقنيين بتدريب العلماء واستيراد التقنية النووية وطلب المساعدة الفرنسية، كان التعاون الفرنسي يعود في جزء منه - حسب الكاتب - إلى رغبة عدد من الأفراد في المؤسسة النووية الفرنسية في تعويض اليهود عن اشتراك حكومة فيجي الفرنسية خلال الاحتلال النازي لفرنسا، في محرقة اليهود، وقد حاول الرئيس شارل ديجول مرتين إيقاف المساعدة الفرنسية بين عامي 1958 و1960 لكن مسؤولين كباراً في المؤسسة النووية الفرنسية تجاهلوا أوامره وتابعوا مساعدة إسرائيل. وفي النهاية تم التوصل إلى اتفاق تتوقف الحكومة الفرنسية بموجبه عن العمل على مفاعل ديمونة، على أن يستمر سريان مفعول عقود الشركات الفرنسية الخاصة، وفي تلك الأثناء ضغط الرئيس كندي بقوة على بن جوريون وخليفته ليفي إشكول لمنعهما من صنع القنبلة النووية، حتى إنه أرسل مفتشين أمريكيين إلى مفاعل ديمونة بدءاً من عام 1961. لكن قادة المشروع النووي الإسرائيلي خدعوا المفتشين، وتلاشى إصرار واشنطن على منع إسرائيل من صنع القنبلة مع موت الرئيس كندي. بحلول نوفمبر من عام 1966 كان لدى إسرائيل القدرة على تفجير جهاز نووي.
وبحسب الصحفي مؤلف الكتاب فهناك أمور كثيرة تدعو إلى السخرية هنا، شيمون بيريز مثلا الذي يقال إنه من "الحمائم" في السياسة الإسرائيلية، كان على رأس مشروع القنبلة النووية الإسرائيلية، والرئيس الأمريكي ليندون جونسون، الذي كان عضوا في مجموعة "حواريي المسيح" الدينية، بارك المشروع على الأقل جزئيا بسبب تقديره الديني للميثاق المفترض بين الرب وبين أبناء إسرائيل، يقول كاربين إن جونسون تأثر بعبارة كتبها جده في ألبوم صور العائلة قال فيها: "اعتنوا باليهود، شعب الله المختار.. ساعدوهم في أي صورة تستطيعون".
وقد اكتسب سعي إسرائيل إلى امتلاك القنبلة النووية أبعاداً مقدسة. يقول كاربين "في نظر بن جوريون، كان المشروع النووي مقدساً"، ويضيف كاربين أن رجل الأعمال الأمريكي إبراهام فاينبرج قاد حملة سرية لجمع التبرعات للمشروع النووي وتمكن من جمع 40 مليون دولار في ذلك الوقت (ما يعادل 250 مليون دولار حسب القيمة الحالية)، ويشرح كاربين كيف أن أبا القنبلة الهيدروجينية إدوار تيلر زار إسرائيل ست مرات بين عامي 1964 و 1967 وحث العلماء الإسرائيليين على صنع القنبلة. وفي غضون كل ذلك كانت الحكومة الأمريكية تناقش بنود معاهدة عدم الانتشار النووي التي لم توقع عليها إسرائيل مطلقا.
كاربين يحاول تجميل صورة إسرائيل النووية بالقول إنها بلد "ديموقراطي" وإنها لا تشكل تهديداًَ للسلام العالمي بامتلاكها السلاح النووي ...!!!
المصدر: المحيط
إضافة تعليق جديد