«قسد» تتهاوى أمام داعش في شرق الفرات وتفر من «البحرة»
تهاوت «قوات سورية الديمقراطية -قسد» أمام تنظيم داعش الإرهابي في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، حيث سيطر الأخير على بلدة البحرة وتقدم نحو بلدة غرانيج على الرغم من دعم «التحالف الدولي» لها، والذي ارتكب مجزرة جديدة في مدينة هجين استشهد فيها 20 مدنياً.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر أهلية: إن طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي قصف بعنف صباح أمس مدينة هجين ما تسبب باستشهاد 20 مدنياً بينهم 9 أطفال و8 نساء وإلحاق دمار بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.
واستشهد الجمعة 11 مدنياً بينهم 3 نساء و5 أطفال وجرح العشرات بقصف طيران «التحالف الدولي» بلدة الشعفة ما تسبب أيضاً بوقوع دمار في المنازل الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع عدد الشهداء نتيجة صعوبة انتشال الجرحى من تحت الأنقاض إضافة إلى الحالات الحرجة للعديد من الجرحى.
جاء ذلك في وقت، ذكر فيه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن تنظيم داعش سيطر على كامل بلدة البحرة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وتابع تقدمه نحو بلدة غرانيج التي تسيطر عليها «قسد»، بعد أن بدأ التنظيم هجوماً عنيفاً على أكثر من محور ضد «قسد»، التي تحاول السيطرة على آخر معاقله شرق الفرات.
ونشرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، أمس، صوراً من الهجوم الذي تركز على بلدتي الشعفة والبحرة، كما عرضت تسجيلاً مصوراً أظهر أسرى من «قسد» ألقى التنظيم القبض عليهم في أثناء المواجهات.وقال المسؤول الإعلامي في «قسد»، مصطفى بالي، عبر «تويتر»، امس: إن مختلف خطوط التماس تشهد أعنف الاشتباكات بين القوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي من جهة وبين تنظيم داعش من جهة أخرى.
ويسيطر تنظيم داعش على مدينة هجين والقرى والبلدات التابعة لها شرق الفرات، التي تعتبر المعقل الأخير لها في ريف دير الزور الشرقي.
وذكرت شبكات محلية عاملة في دير الزور بينها «فرات بوست»، أن الهجوم يتركز شمال مدينة هجين وشمال شرق بلدتي الشعفة والكشمة وقرب بلدة البحرة، ويستغل تنظيم داعش انعدام الرؤية في المنطقة بسبب الضباب الكثيف، الأمر الذي أدى إلى شلل حركة طيران «التحالف الدولي» الداعم لعمليات «قسد».
وأشارت «فرات بوست» إلى أن غارات مكثفة لطيران «التحالف الدولي» استهدفت بلدة الكشمة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وهو ما أكدته وكالة «أعماق» بصور أظهرت طائرات التحالف في أثناء تنفيذ الضربات الجوية على المنطقة. وفشلت «قسد» بالتعاون مع «التحالف الدولي» بقيادة أميركا في حملتها الأخيرة لطرد التنظيم من معقله في جيب هجين، وخسرت أمام التنظيم جميع المواقع التي تمكنت من السيطرة عليها حينها، وأعلنت مجدداً أنها تستعد لبدء هجوم جديد ضد التنظيم في المنطقة، لكنها لم تبدأ الحملة الجديدة حتى اليوم.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «أ ف ب» عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن: «شنّ تنظيم داعش هجوماً واسعاً الجمعة على بلدة البحرة المحاذية للجيب الواقع تحت سيطرته، مستفيداً من الأحوال الجوية الضبابية» في المنطقة.وأوضحت «أ ف ب»، أن التنظيم تمكن من اقتحام المدينة حيث تدور منذ الجمعة معارك عنيفة أسفرت حتى الآن عن مقتل 24 مسلحاً من «قسد»، وفق المرصد المعارض، الذي أشار إلى أسر مسلحي داعش لعشرة مسلحين من «قسد». وسيطرت قوات «قسد» على البحرة قبل أشهر عدة في إطار معاركها ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، وتتضمن البلدة مقراً عسكرياً لـ«قسد» ولمستشارين من «التحالف الدولي».
ومع استمرار الهجوم، أوضح عبد الرحمن، أن طائرات «التحالف»، بدأت شن غارات عنيفة على التنظيم في البحرة «لإبعاد خطرهم»، حيث قتل 27 مسلحاً من التنظيم منذ الجمعة جراء الاشتباكات والقصف الجوي على مناطق عدة بينها البحرة.
الوطن
إضافة تعليق جديد