إندبندنت: لماذا يخشى الكثيرون في أمريكا وأوروبا من لقاء ترامب مع بوتين؟
اعتبرت صحيفة “إندبندنت” أن أي اتفاق بين الرئيسين الروسي والأمريكي بوتين وترامب يخيف الكثيرين في الغرب، ويفقدهم وضعاً سياسياً مريحاً قائماً على تصويرهم موسكو “كعدو أبدي” للغرب.
وكتب المحللة السياسية، ماري ديجيفسكي، في إندبندنت تقول: “لذلك ليس من المستغرب أن يعيق الكثيرون في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لقاء الزعيمين”.
وأوضحت أنها كانت تعتقد بأن الخطط المبكرة لتنظيم قمة بين رئيسي البلدين كانت ستلقى التفاهم والدعم، لكن تبين لها للمرة الثانية خلال عام (بعد اجتماع ترامب مع زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون)، أن رد فعل معظم الدول الغربية هو عكس ذلك تماماً.
وتابعت هذه المحللة السياسية المعروفة تتساءل: “منذ متى كانت المواجهة العسكرية (سوريا)، والنزاعات الإقليمية التي لا تجد حلولاً (أوكرانيا) والمشاحنات (المزاعم غير المثبتة بتلقي ترامب مساعدات روسية) أفضل من اللقاء الشخصي بين الرئيسين الذي يمكن أن يخفف التوتر بين الشرق والغرب؟ فلا أحد يحتاج إلى أن تكون القمة المرتقبة دراما أو خيانة للعالم الغربي، ولكن مجرد بداية لعملية يمكن أن تعزز الأمن الدولي وتنقذ الأرواح”.
وأردفت محللة الصحيفة البريطانية تقول: “في أوروبا، يعتقد الكثيرون أن حديث بوتين وترامب عن “السلام” يمكن أن يدمر الصورة المفيدة التي يروجونها عن روسيا كعدو دائم. وبالنظر إلى حقيقة أن بطولة العالم لكرة القدم (في روسيا) قد بددت التحذيرات الغربية “الهائلة” بشأن أمان الرحلات والسفر إلى روسيا، فقد اتضح أنه إذا استطاع قادة الدولتين إضافة إلى ذلك طرد “شبح حرب باردة جديدة”، فإن الوضع سيتخذ منعطفاً سيئاً للغاية بالنسبة لهؤلاء”، حسبما تعتقد ديجيفسكي.
وحسب رأيها، فإن “هناك موضوعات كافية للحديث بين الزعيمين. وإضافة إلى ذلك، هناك خطوط عريضة غامضة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في المستقبل يجعل العالم أكثر أمناً. فمع روسيا، كما مع كوريا الشمالية، يراهن ترامب على قدرة العلاقات الشخصية، على إحداث تغيير في الأجواء العامة يمكن أن يقود إلى أكثر من ذلك بكثير. فالقمة مع كيم قد أثبتت بالفعل أن هناك فرصة لتخفيف حدة التوتر في المنطقة وتسريع التنمية الاقتصادية في كوريا الديمقراطية (الشمالية). ويمكن رؤية لمحات من شيء مشابه، ولكن فقط بمقاييس كبيرة، إذا ما قرر دونالد ترامب وفلاديمير بوتين التوافق”.
وسيعقد أول لقاء قمة رسمي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ضواحي العاصمة الفنلندية هلسنكي يوم 16 تموز الجاري. كما ورد في بيان للكرملين بهذا الخصوص، أن الرئيسين يعتزمان مناقشة آفاق إعادة العلاقات الثنائية المتدهورة بين البلدين إلى طبيعتها، وبحث القضايا الدولية الراهنة على الأجندة العالمية. وسيكون هذا أول اجتماع رسمي كامل بين قادة البلدين يعقد ليس على هامش مؤتمرات وقمم أخرى. فقبل عام، التقى بوتين وترامب لأول مرة في هامبورغ على هامش اجتماع مجموعة العشرين، وبعد ذلك ببضعة أشهر تم التواصل بينهما لفترة وجيزة على هامش “قمة أبيك” التي عقدت في فيتنام.
المصدر: نوفوستي
إضافة تعليق جديد