نصر الله يعلن بداية نهاية اسطورة إسرائيل
أكد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله أن منطقتنا تشهد تحدياً خطيراً يتمثل بهذا الحضور العسكري الأميركي الضخم لتمرير مشروع أميركا في الهيمنة على خيراتنا وقرارنا ومصيرنا.
وأضاف في كلمة له أمس في ذكرى العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين: إن الأميركيين لم يكتفوا بالسيطرة على المنطقة من خلال قاعدتهم العسكرية المتقدمة المسماة اسرائيل والتي تغتصب أرض فلسطين بل جاؤوا هم بجيوشهم وأساطيلهم ومخابراتهم وإعلامهم وأموالهم ليخوضوا المعركة المباشرة، موضحاً أن في منطقتنا الآن مشروعين الأول أميركي والثاني تحرري هو مشروع سيادة يأخذ أبعاداً قومية وإسلامية.. والصراع الحقيقي في المنطقة الآن هو بين هذين المشروعين.
وأضاف: إن البعض في المنطقة مصاب بعقدة الضعف وهوان النفس إلى حد أنه لا يتصور انتصاراً عربياً على اسرائيل مثلاً فهي عنده منتصرة ولو هزمت، مبيناً أن المشروع الأميركي يواجه المزيد من التراجع والمزيد من الفشل وأول عنوان يؤكد هذا الاستنتاج أن شعار الديمقراطية سقط وسقطت معه المخادعة الأميركية في فلسطين ولبنان والعراق وقال: بتنا الآن لا نسمع حديثاً أميركياً عن الديمقراطية في المنطقة وعن الانتخابات لأن كل شيء يشير إلى أن الفوز سيكون للمعادين للسياسة الأميركية ولرافضي الخضوع للهيمنة الأميركية.. فالمزاج العام في العالمين العربي والاسلامي لديه موقف سياسي وفكري من الادارة الاميركية وبعد فشل المزاعم الاميركية حول الديمقراطية بدأت ادارة بوش تقسيم المنطقة الى حلف المعتدلين وحلف المتطرفين وهؤلاء «المتطرفون» للعلم جاؤوا بانتخابات نزيهة وهذا اول سقوط للمشروع الاميركي.
واكد السيد نصر الله فشل الحرب الاميركية ـ الاسرائيلية على لبنان في تموز الماضي وقال: عندما يقول اولمرت انه كان يخطط للحرب وانه اقرها في آذار وان هدف الحرب تطبيق القرار 1559 وتدمير حزب الله، هذا نص واضح ممن قام بالحرب يواجه به العالم. فاولمرت الآن هو الغريق في بحر الهزيمة.. وبتاريخ الكيان الاسرائيلي لم يحدث ان رئيس حكومة يحصل في استطلاعات الرأي على 2% ولهذا هو يتهرب الآن ولو ذهب جميع من حوله الى الجحيم .. وقال: نحن نأمل ان يأتي يوم تشهد فيه الوثائق الاميركية كيف اتخذ قرار الحرب على لبنان في آذار ومن ذهب الى واشنطن وطلب من الاميركيين ان يأمروا الاسرائيليين بتدمير حزب الله وتطبيق القرار 1559. سيأتي يوم يعرف الناس فيه الحقيقة مؤكدا ان حزب الله لم يتخذ قرار الحرب وانما قام بحقه في المقاومة بأسر الجنديين، والذي صنع الحرب هما اميركا واسرائيل واذا كان هناك لبنانيون متورطون في طلب الحرب فهم الذين تفردوا بقرار الحرب وليس المقاومة.
مؤكدا انهم لو نجحوا في الحرب لكان هدفهم تغيير وجه المنطقة كلها ولغيروا الكثير من المعادلات ولفرضت اسرائيل كقوة اسطورية يخشاها الجميع.. لكن هذا فشل وقال: ان فشل حرب تموز هو فشل للمشروع الاميركي اولا وقبل كل شيء .. هذا المشروع فشل في جر الساحة الفلسطينية الى حرب اهلية وفتنة داخلية، وتمكن الاخوة الفلسطينيون من تجاوز المحنة بمساعدة اشقائهم وفشل هذا المشروع ضد ايران وسورية حيث تعمل الادارة الاميركية منذ سنوات على عزلهما واطلاق اتهامات .. ثم عندما يعترف الاميركيون بأنهم لا يستطيعون في الملفات الاقليمية كملف العراق ان يتجاهلوا ايران وسورية فهذا فشل بحد ذاته للسياسة الاميركية ومشروعها، ووصولا الى العراق حيث الفشل السياسي والامني ولسنا بحاجة الى الاستدلال لأن الديمقراطيين يقولون ذلك واغلبية الشعب الاميركي يعترف بذلك والادارة الاميركية نفسها تعترف بأن الوضع في العراق صعب ومعقد وليست هناك حلول سحرية فماذا يعني هذا؟! انه يعني فشلا ذريعا للمشروع الاميركي في العراق. وقال نصر الله: ان تطورات الاوضاع في العراق تدفع الى المزيد من الفشل الاميركي مع ظهور مقاومات جديدة وجدية.
موضحا أن مقاتلي المحتل الاميركي هم من مختلف اطياف الشعب العراقي وان الخائضين في العملية السياسية هم كذلك من مختلف هذه الاطياف لكن المشكلة في العراق تبدو مع التكفيريين الذين يقتلون الابرياء دون تمييز وحادثة قتل 120 عراقيا من الاطفال والنساء والرجال في كربلاء دليل على عقلية هذا التنظيم المتطرفة والتي تصب اعمالها في خدمة المحتل وتقدم له الذرائع للاستمرار في احتلال العراق وهؤلاء التكفيريون يجب ان يعزلوا او يحاصروا.
وقال: ان السياسة الاعلامية الاميركية لا تعترف بالمقاومة فهي اعتادت على المرتزقة فهي لا تستوعب وجود رجال وطنيين يقاومون.
واضاف: لم يبق امام اميركا سوى رهانين الاول المزيد من التورط العسكري في المنطقة وهذا لن تكون نتيجته الا الهزيمة اما الثاني فهو الرهان على الفتنة المذهبية في المنطقة. لكن وعي القوى السياسية وبعض الحكومات العربية قادر على تخطي ذلك ولن يكون امام الاميركيين سوى المزيد من الفشل وان عليهم ان يتركوا بلادنا وشعوبنا ويرحلوا عنا وليتركوا ايضا المنطقة تقرر مصيرها بنفسها.
اما عن الوضع في لبنان فقد وجه السيد نصر الله التحية الى المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح مع دخول اعتصامهم يومه المئة وقال: تؤدون واجبا وطنيا حقيقيا من اجل سيادة وحرية لبنان.. وكل محاولات تشويه هذا الاعتصام لن تجدي نفعا لان المعارضة عندما انطلقت طرحت اهدافا وطنية واضحة فهي لم تلغ الآخر وانما اكدت حرصها على التعاون معه لصيانة لبنان وتشكيل حكومة وحدة وطنية وان المعارضة لم تلجأ الى الاعتصام الا بعد اخفاق محاولات الحوار مشيرا في هذا الصدد الى ان المعارضة تدعم كل المبادرات العربية والوساطات التي تسعى الى انهاء الازمة الراهنة وترفض اي اسلوب صدامي والانجرار الى حرب اهلية لانها تحترم كل الخطوط الحمر وقال: ان المعارضة منذ اليوم الاول للاعتصام كانت تبحث عن تسوية على قاعدة لا غالب ولامغلوب وصيغة 19 ـ 11 تصب في هذا المنطق الصحيح مشيرا الى ان الفرصة المتاحة اليوم يفترض على الجميع التعاطي معها بواقعية وخاصة ان هناك مناخا عربيا مساعدا كما ان الوضع الداخلي اللبناني بات مساعدا وهذا يعني ان الظروف الآن افضل، وأضاف مخاطبا اللبنانيين: لا تضيعوا هذه الفرصة
ولنتعاون جميعا لإنجاحها لان هذا النجاح مصلحة وطنية للبنان. واضاف نصر الله: وهنا اقول لكل اللبنانيين: من يراهن على اسرائيل يخرب بلده ويدمره ولن يحصل على نتيجة، متسائلا: ألم يراهن البعض على اسرائيل في الثمانينيات وماذا فعلت بهم اسرائيل في آيار 2000؟ وقال: انتهى الزمن الذي كانت فيه اسرائيل اسطورة وتستطيع ان تفرض ارادتها.
وقال ايضا: لا تراهنوا على اميركا ولا تطلبوا العون منها لان اميركا الآن بحاجة لم يعينها على الخروج من المأزق .. فهل يلجأ مهزوم الى مهزوم وعاجز الى عاجز؟ مبينا ان الاميركيين لا يفكرون الا بمصالحهم وبالتسويات التي تنقذهم داعيا اللبنانيين الى ان يحلوا مشكلاتهم بأنفسهم لأن الرهان يجب ان يكون داخليا.
وقال: ان المعارضة ستستمر في اعتصامها وتحركها السياسي والاعلامي للوصول الى اهدافها الوطنية وستلجأ الى خيارات اخرى اذا اخفقت الفرصة الحالية لأن اهداف المعارضة تستحق المثابرة فهي اهداف وطنية بالكامل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد