الداخلية تمنع السوريين من تدليع سياراتهم
«سارحة والرب راعيها» و «يا ناظر لي نظرة حسد شكيتك لواحد أحد» و «لا تلحقني مخطوبة» و «ميلي على ميالك أبو عبدو خيالك».
هذه أمثلة للعبارات التي تزين بعض السيارات العامة والخاصة في سورية. فالسوريون الذين اعتادوا «تدليع» سياراتهم التي بقيت حلماً لعقود نتيجة ارتفاع اسعارها قبل ان تصبح في متناول شريحة واسعة حالياً، لا يتركون وسيلة للتعبير عن أمزجتهم وميولهم السياسية إزاء هذه الممتلكات الغالية.
لكن هذه الخصوصية التي لفتت الكثيرين من زوار سورية، يبدو أنها في طريق الزوال مع قرار الحكومة إزالة كل أنواع الكتابات والرسوم والإشارات والصور، سواء أكانت على شكل لصاقات أو مما يعلق، بما في ذلك الستائر مهما كان نوعها باستثناء شعار الشركة الصانعة الوارد من بلد المنشأ.
وتتنوع الكتابات من مكان الى آخر. اكثر العبارات انتشاراً تلك التي تأخذ طابعاً دينياً مثل «عطر فمك بالصلاة على النبي» و «لا تنسى ذكر الله» و «يا رزاق يا كريم» و «توكلنا على الله» و «يا رب احميها واحفظ من فيها». وتعتبر هذه العبارات بمثابة «تعويذة» (تميمة) تحمي من شر الطريق وتذكر الآخرين بذكر الله عز وجل.
لكن عبارتي «اللهم أعطهم ضعف ما يتمنون لي» و «من شر حاسد إذا حسد»، فغالباً ما نجدها ملصقة على السيارات العامة الحديثة لدفع الحسد ونيات السوء، مع وضع نسخ متعددة من القرآن الكريم في أماكن مختلفة في داخل السيارة.
أما سيارات الستينات، التي ما زالت صامدة في شوارع دمشق، فغالباً ما تحمل عبارات «مهضومة» مثل «أنا السوزوكي بغني واسألوا المرسيدس عني» و «مر وعدي بلا تحدي» و «سارحة والرب راعيها» و «دلوعة أبو حبيب»، مع فرش داخلي يعود الى عقود الستينات، وأمام المقود يجلس رجل بزي «ستيني».
وأصحاب السيارات الذين يخشون من السرعة يكتبون على مركباتهم أجراس التحذير مثل «تمهل فالموت أسرع» و «لا تسرع يا بابا نحن في انتظارك» و «اترك مسافة يا فهمان». وبعيداً عن العبارات ومدلولاتها، انتشرت في السنوات الأخيرة عادة لصق الصور، خصوصاً صور الرئيس بشار الأسد مصحوبة بعبارات تعبر عن دعم سياسي لموقف ما مثل «الله يحميك» و «هكذا تنظر الأسود» و «صوت الحق». وبات مألوفاً رؤية صور تجمع كل من الرئيس الراحل حافظ وولديه بشار وباسل في صورة ثلاثية. وخلال الحرب الأخيرة على لبنان انتشرت صور زعيم «حزب الله» حسن نصرالله تعبيراً عن تضامن يعكس الموقف الرسمي.
وتختص محلات بيع اكسسوارات السيارات بكتابة العبارات وبيع الصور لكن الاضافات تختلف حسب الزبون. ويقول ابو محمد صاحب محل لبيع الاكسسوارات ان «طريقة الكتابة تختلف بين عبارة وأخرى حتى طريقة التزيين حسب ذوق الزبون ورغبته»، لافتاً الى أن هناك بعض العبارات التي تفضلها غالبية السائقين مطبوعة وجاهزة. ويشير ابو محمد الى أن عادة تزيين السيارة لا تقتصر على الكتابات بل يلجأ البعض الى تزيينها بريش النعام أو المسابح والعيون الزرقاء وبعض الألعاب.
ويبدي بعض السائقين تذمرهم من قرار الحكومة السورية بإزالة الكتابات والرسوم. ويعتقد ابو ياسين انها «حرية شخصية وموجودة في كل بلاد العالم، وطالما لا تخدش الحياء فلا ضرورة حقيقية لإزالتها طالما انها ليست مسيئة لأحد».
سمر أزمشلي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد