الإهمال الطبي يتسبب مجدداً بفاجعة،ووفاة شابة ثلاثينية
رشا شابة لا يتجاوز عمرها الـ31 عاماً وحيدة والديها وأم لطفلين فارقت الحياة قبل أن ترى مولودها الثالث والسبب حسب زوجها باسل عقل إهمال طبيب التوليد الذي تنصل من رسالته الإنسانية ومن جميع مسؤولياته رغم معرفته بالحالة الحرجة والدقيقة للشابة والخطر الكبير المحدق من إمكانية انفصال المشيمة بأي لحظة الأمر الذي سيودي بحياتها وحياة الجنين وهذا ما حدث فعلاً؟.
وبيّن مدير المشفى الوطني الدكتور سندي جمول أن القضية أصبحت أمام القضاء ويعود له الحكم بها.
ويروي تفاصيل القضية الزوج باسل قائلاً: إن الطبيب والمتابع لفترة حمل زوجته قام بتحويل المريضة إلى المشفى الوطني جراء نزيف حاد أصابها وهي في الشهر السابع من حملها مؤكداً له أن حالة المريضة حرجة جداً ويمكن أن تصاب بانفكاك مشيمة بأي لحظة الأمر الذي سيودي بحياتها مطالباً بالانتظار 24 ساعة حتى يتم إعطاء الجنين جرعتين من الإبر لضمان سلامة رئتيه وفعلاً جرى الانتظار واستطاعت رشا الصمود إلا أن الطبيب ورغم تدهور حالتها الصحية وتوقع انفصال المشيمة بأي وقت تجاوز جميع الإجراءات الطبية التي يجب عليه اتباعها وأبقى على المريضة أربعة أيام متتالية في المشفى للمراقبة مؤكداً للزوج أنه يمكن إيصال المريضة إلى نهاية الحمل وولادتها بعد الدخول في الشهر التاسع إلا أن المريضة لم تصمد وبدأ النزيف المتوقع وهنا كانت الكارثة وخاصة أنه جرى تحويل المريضة إلى غرفة العمليات ورفض الطبيب المتابع التوجه إلى المشفى رغم نداءات الاستغاثة العديدة من الزوج والوالدة بحجة أنه خارج المدينة وسيوصي بها الكادر الطبي المناوب علماً بأنه على اطلاع كامل بحالتها الحرجة.
ويؤكد الزوج أن القضية الأهم والأخطر هو ما جرى في غرفة العمليات ولعدم وجود طبيب اختصاص جراحة نسائية مناوب تعذر إنقاذ زوجته رغم أنه وبعد مدة تزيد على 45 دقيقة خرجت إحدى الممرضات تطلب موافقته على استئصال الرحم والجنين فوافق مباشرة للحفاظ على حياة زوجته إلا أن الموت كان لها بالمرصاد بعد ساعة ونصف من دخولها العمليات لتكون النهاية المأساوية بموت الزوجة وإنقاذ الجنين؟ وحتى دون وصول أي طبيب اختصاص.
لافتاً إلى أن المأساة لم تنته بوفاة زوجته حيث تجاوزتها إلى اكتشاف خطير وهو أن طفله في الحاضنة مصاب بالتهاب في الدم شديد انتقل إليه من والدته التي تبين أنها كانت قد أصيبت بحالة التهاب شديدة في الدم ويمكن لهذا الالتهاب أن يصيبه بالسحايا ويتسبب بعاهة دائمة في حال عاش الطفل الذي يخضع حالياً لعملية تبديل بالدم مؤكداً أن هذا التشخيص والتوضيح جاء من قبل طبيب الأطفال المتابع لحالته متسائلاً هل من المعقول لمريضة في المشفى الوطني ولخمسة أيام ألا يقوم الطبيب بطلب أي تحاليل رغم النزف الشديد ما عرضها للإصابة بالتهاب بالدم؟ وهل يعقل عدم وجود طبيب اختصاص نسائية واحد مناوب في المشفى أثناء أيام العطل الرسمية لافتاً أنه تم سؤال أطباء اختصاص من خارج المشفى فأكدوا أن زوجته كان من المفترض إجراء عملية قيصرية حين دخولها المشفى بحالة نزيف فوراً إضافة إلى أن إنقاذ حياة المريضة كان يجب أن يكون خلال الـ15 دقيقة الأولى من دخولها غرفة العمليات على أن يتم استئصال الرحم مباشرة بعملية جراحية قبل التفكير بمصير الجنين.
وأكد عقل أنه يحمل مسؤولية موت زوجته لإهمال وتقصير الطبيب وإجراءاته الطبية المغلوطة موضحاً أنه قام بتقديم شكوى للنيابة العامة وتحويل القضية إلى القضاء علّه يكون الجهة التي تستطيع محاسبة الطبيب والكادر الطبي الذي أشرف على علاج زوجته متمنياً أن يكون القضاء عادلاً ونزيهاً دون تعرضه لأي ضغوط أو محسوبيات.
المصدر: عبير صيموعة - الوطن
إضافة تعليق جديد