عادل محمود :التدويل الكامل هو المطلوب
في السبعينيات «بظروفها الاستثنائية» ومن بينها حرب تشرين, وجنون النفط, وجنون عظمة مناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل لأول مرة, ومساعده شارون... وجنون السادات... الخ.
في سبعينيات لبنان المنقسم على وهم, والطامح الى حلم... كان سهلاً ان تبدأ حرب أهلية بتفجير باص عين الرمانة. وبالطبع كان سهلاً ايضاً استمرار الحرب 15 سنة الى أن تحطمت الأوهام وتبددت الاحلام... فلم يتغير بالحرب أي شيء إلا الى الأسوأ... والى اليوم!!
اليوم... هناك بالتأكيد من لديه أوهام وأحلام بحرب أهلية, واستثمارات خراب الحرب الأهلية. ولكن اليوم غير الأمس. وليست الظروف رغم تعقيداتها مهيأة لذلك.
ما المشكلة اذاً في محاولات إشعالها بالاغتيالات والتفجيرات الاخيرة في يومي الحرب والموت €فالنتين والحريري€؟
المشكلة ان لدى بعض الاطراف ساعة متوقفة على تكتيكات سياسية وامنية سابقة وقديمة ومنقرضة.
فمثلاً... من الواضح ان تفجيرات بكفيا تريد منع الناس من الذهاب الى سنوية الحريري. ومن الواضح ان التهمة ستوجه الى سوريا او احد اصدقائها في لبنان. هذا لعب بالنار من طرف المفجر والمنفجر بردود فعل سريعة. ومن اكثر الاشياء وضوحاً ان التدويل الكامل هو المطلوب.. التدويل بالتقسيط. الجنوب اولاً €وقد حصل€ والحدود مع سوريا ثانياً €قد يحصل€ ولا يبقى للبنان سوى صفة الجزيرة الهانئة €ان كان الهناء كذلك؟!€ المفتوحة على متوسط عالمي, حاصل هجرته, منه واليه... غربة لبنان في محيطه!
السؤال متى ييأس محترفو التكتيكات القديمة, وساعاتهم المتوقفة, من تفجير يؤدي بلبنان الى كامل الحماية الدولية؟
ببساطة ... المشهد العراقي يدلنا على عكس الطريق. فليس بوسع الامم المتحدة, لو أرادت بقوات زرقاء, بسط الحماية على لبنان, ان تقدم ربع او خمس المجهود الاميركي. ولا اعتقد ان اللبنانيين سيكونون سعداء بالحواجز سواء كانت زرقاء ام حمراء... ان طبعهم هو: اللاحواجز!!
وايضاً, هناك من لا ينتبه الى ان التكتيكات القديمة... سياسياً, تستفز الغرائز والاساليب البدائية ايضاً. فنحن لا نعرف احداً استبدل الادلة بالشبهات في كل حادث في لبنان... بهذه الخفة البدائية, مثل ما حصل بعد التفجيرين الاخيرين.
المتهم الافتراضي موجود في كل مسألة جنائية. وكل محقق ونائب عدلي وقاض وشرطي يستطيع ان يضع في مفكرة عمله اسماً او اسماء لمتهمين افتراضيين... هذا حق ومهنة!!
لكن السياسي, وعضو البرلمان, والمسؤول عن حزب او بلد, او طائفة, لا يجوز ان يلعب دوراً ليس له. وهو دور اقل بكثير من هيبة الموقع وحقول عمله وقراراته... فهذه هنا مسؤولية وسياسة!!
في كل مرة... تتجه المدائح الى لبنان العاقل في صراعاته الاخيرة... يأتي والعقدة امام المنشار تماماً من يصب كازاً مخلوطاً بزيت محروق, على نار فتنة, تبدو كأنها نار مقدسة لفرط الاستعمال في الذهاب اليها!!
عادل محمود
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد