السوريون: عملتان لوجه واحد

01-04-2017

السوريون: عملتان لوجه واحد

رشاد أنور كامل: في العادة يقال وجهان لعملة واحدة، أي أنه لا فرق بين الطرة والنقش كما نقول بالعامية، لأنها لنفس العملة ولنفس القيمة ولنفس البلد، لكن هذا غير صحيح عندما نطبق هذه القاعدة على السياسات الحكومية، فهنالك أكثر من طرة واكثرمن نقش ولنفس العملة، لدرجة أننا لا نستطيع الرهان على اي منهم، في التخطيط لمستقبلنا، فما بالكم لمستقبل بلد بالكامل .. ويكفي أن نتابع سياسات الحكومة عبر وزارة السياحة في تطوير السياحة ، وبالمقابل سياسات الحكومة في تطويرآليات منح تأشيرات الدخول لسورية، واستبدال الوجه الكشر لعناصر الهجرة والجوازات وغيرهم، ممن يجعلون السوري يخاف دخول سورية ويتهيبها، فما بالكم السائح، وهذا عندما كان عندنا سياحة وسواح.
ونتابع أيضا سياسات الحكومة في تشجيع الاستثمار، في مقابل إضافة مزيد من الاجراءات المعقّدة، والمساومة على التراخيص، وإنجاز أي معاملة، أو إجراء ، او بنية تحتية، لمستثمر أخطأ وصدق الدعايات التي دعته للاستثمار ، وطبعا هذا عندما كان لدينا مناخ للاستثمار ومستثمرين محليين وعرب.
نتابع أيضا دعوة المجتمع الأهلي لاخذ دوره في تطوير بلده ومجتمعه، وبالمقابل العمل هنالك استماته من قبل جهات حكومية مختصة وأخرى فوق حكومية للعودة لقانون يحد من عمل اي جمعية أو منظمة أهلية، وهذا كان عندما كانت تلك الجمعيات تحلم ان تعمل لسورية، لا من خارجها.
نتابع الدعوة الى وجود إعلام خاص وإعلاميين متميزين، وبنفس الوقت الاصرار على تعيين وزراء إعلام من خارج الاختصاص، وترويعهم، لضبط وتحجيم أي تمدد للاعلام الخاص، والآن العام أيضاً ... وهذا عندما كان هناك إعلام خاص يحلم بالتطور، وهناك فرص لوجوده.
نؤسس لمعاهد لتدريب القيادات الحكومية والإدارية، ونعين في المناصب أهل الواسطة، هذا عندما كانت المناصب تحتاج الى أكفاء .
نريد رياضة ورياضيين متميزين، ونحلم بالانتصارات عربيا وعالمياً، ونرسل الى البطولات كادر إداري يفوق بعدد كروشه وحجومها كل الكادر الرياضي، هذا عندما كان لدينا أمل أن يكون عندنا رياضيين، ورياضة.
نريد حكومة الكترونية فعالة، وخدمات ذكية، وسعادة للمواطن، وبنفس الوقت نطوّر إجراءاتنا الحكومية تحت شعار، نحن لا نثق بالمواطن، هذا عندما كان هناك من يعمل على تطوير الإجراءات الحكومية.
اللائحة تطول، وتطال كل شيء، كل شيء، من الغنم الى الزراعة الى الطرق الى تلويث البحر ... كلها نقائض ...
ولكنها في الواقع هي ليست بنقائض ...
هي وجود شعبين في بلد واحد ، شعب يريد كل ماهو جيد للصالح العام ولتنمية بلاده وتعزيز مكانتها في كل المجالات، وهذا الشعب له ممثلينه في كل مكان في الدولة والمجتمع، وشعب يريد حصته فقط من كل شيء ، ويعمل لتعزيز غرز اظافره في كل ما يمكن أن يؤمن له بقاءه، ودخله، ومجاري فساده، وهذا الشعب له ممثلينه في كل مكان في الدولة والمجتمع ..
كان صراعاً يومياً بين من يرى سورية وطنأً وبين من يراها مصدر رزق. وبين من يرى السلطة مهمة، ومن يراها فرصة ،واللائحة تطول ...
ربما كنا اكثر من شعب حتى ، فهناك الدراويش، من يهمهم قوت يومهم ، وهناك اللامبالي المستسلم، وهناك المنتظر للخروج من هذه البلاد وبأي ثمن ، وهناك من يرغب بالانفصال وتشكيل وطن له ولو كان بحجم مدينة..هي كتل بشرية مختلفة الخصائص ضمن جغرافيا واحدة بمجموعها تشكل وطن ، ونفس المعادلات موجودة في كل مكان، لكن الفرق بيننا وبين الدول التي نجحت ، هو من يستلم الدفة ، هذا عندما كان لدينا دفة ..فحتى الدفة أصبح مطلوبا منا اليوم إعادة بنائها ..


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...