إدلب: الانترنت يحتل مكان الخاطبة
عندما تزوج السيد «ش ـ أ» من قرية النيرب قضاء إدلب منذ عقدين من الزمن جلبت الخاطبة بعض الصور وطلبت منه الاختيار فاختار صاحبة النصيب فزار أهله أهلها واجتمع بها ورآها ورأته وحدثته فكان الانسجام والوئام في قفصهما الذهبي وأنجبا فيه صبيان وبنات.
أما اليوم عندما أراد السيد شريف تزويج ابنه البكر «أ» المقيم في دولة قطر لم يسلك الطريق ذاته في عالم الخاطبة من عادات وتقاليد أكل عليها الزمن وشرب، فقد فتحت التكنولوجيا أبواب التواصل في وجه الراغبين في إنشاء علاقات وصداقة وتعارف مع الجنس الآخر، وقد يذهب الأمر بعيداً ليصل إلى الزواج وهذا ما نحن في صدد الحديث عنه فقد زار والد العريس أهل الخطيبة في مدينة سراقب برفقته جهاز كمبيوتر محمول كان قد وضعه في حقيبة صغيرة كأنها حقيبة طالب مدرسة وأخبر والد العروس «ن» أن عريسنا مقيم في قطر ـ والكلام للسيد شريف والد العريس ـ وأردف قائلاً: هل هناك مانع من أن يرى العريس العروس ويتكلم معها؟ فأبدى والد العروس موافقته ورضاه مؤكداً بأن من حقه ولكن متى سيأتي العريس ليراها وتراه؟ فقال له الآن: ضحك والد العروس مندهشاً متعجباً! كيف؟ فقال والد العريس: عبر هذا وفتح الحقيبة وأخرج جهاز الكمبيوتر المحمول وشرح له أنه بإمكاننا أن نجتمع كلنا سوية مع العريس المقيم في قطر عبر الإنترنت ويمكن مشاهدته ومحادثته، وأبدى والد العروس استغرابه ودهشته ولعدم تصديقه وفضوله طلب بإلحاح المباشرة بالاتصال وهكذا تم الاجتماع مع العريس الذي بدوره شاهد العروس وتحادث معها وأبدى إعجابه بها وبأهلها وقرئت الفاتحة وطلب من والده الإسراع في استكمال الإجراءات الأخرى وهكذا تمت خطبة «أ» و«ن» عبر الإنترنت وأصبح بإمكانهما وريثما تتم مراسم الزفاف يعيشون ويركبون موجة الأحلام عبر الإنترنت ليهربوا من الواقع إلى عالم افتراضي منسوج عبر كلمات خارج الزمان والمكان حيث يداعب الخطيب خطيبته بكلمات رنانة وأسلوب ساحر حتى تقتنع بأن هذا الشاب هو فتى الأحلام المنتظر وعبر هذه الشبكة الذكية بالتأكيد ستكون جميع الكلمات الجميلة حاضرة في الموعد المحدد، ولكن وسيلة نقلها ستكون هذه الشاشة وعدة أزرار وليس أكثر.
علام العبد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد