سلة رمضان..سلل ذهبت من تحت الستار وأشخاص حصلوا على أكثر من سلة
رغم أن الإعلان عن توزيع سلة شهر رمضان في مقر اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق في منطقة الميدان لم يكن على نطاق واسع ولكن تناقله بين الناس كان كافيا لترى طوابير أمام مقر الاتحاد وصندوق العافية الخيري من أجل استلام هذه السلة التي تحوي أصنافاً متعددة من المواد الغذائية التي قدرت قيمتها بحسب البعض بـ25 ألف ليرة، صورة عن دفتر العائلة وأخرى عن الهوية الشخصية هي الشروط المطلوبة فقط ليحصل بموجبها الشخص على هذه السلة هكذا كانت الآلية المتبعة أو التي كان من المقرر أن تنفذ لتوزيع هذه السلل.
للأسف على أرض الواقع لم تنفذ هذه الآلية فطوابير النساء والرجال الذين وقفوا منذ الصباح الباكر في مشهد يرثى له حيث التدافع والصراخ وعلى مدى أيام ظل يتكرر هذا المشهد والنتيجة عدم تمكن الأكثرية من استلام حصصهم من السلل الغذائية دون مبررات مقنعة من الإدارة رغم أن أسماءهم مسجلة قبل أيام وأوراقهم تم تسليمها للموظفين المختصين.
الأمر المؤكد أن كثيراً من السلل كانت تخرج من المستودع ولكن كيف ولأي جهة الحقيقة لم نستطيع إيجاد جواب وافٍ وخاصة أن الحاصلين عليها يمتنعون عن الإجابة.
وحسب مصادر من وزارة الشؤون الاجتماعية فقد أرسلت الوزيرة كتاباً بأن يتم إيقاف التوزيع وفق هذه الآلية والتخفيف من التجمعات وإيجاد آليات أخرى للتوزيع ضمن الجمعيات بما يضمن احترام كرامة وإنسانية المواطن السوري ولكن بحسب البعض فالواقع يقول غير ذلك…!!
بعض الأشخاص الذين تحدثوا عن الموضوع أكدوا أن هذه السلل ما زالت توزع ولكن من تحت الستار والبعض أكد وجود أشخاص حصلوا على عدة سلل وليست سلة واحدة.
البعض ممن حصل على سلة بعد قرار إيقاف التوزيع أوضح أنه حصل عليها بموجب قسيمة من أحد المسؤولين في الاتحاد وأكد البعض أنه يكفي الحصول على توصية من أحد بالمسؤولين في الاتحاد للحصول على هذه السلة.
وعلى ذمة البعض فإن توزيع السلل يتم في الخفاء حيث تحمل كميات منها إلى أماكن أخرى بدليل أن بعض الأشخاص الذين يقومون بتحميلها يتم منح كل شخص منهم سلة «عالماشي» ولكن إلى أين تذهب فلا علم لهم كما قالوا.
بعض الأشخاص وجهوا اتهاماً إلى موظفات الصندوق لكونهن يمنعن التسجيل عن أناس، ويمنحونه لناس معروفين من الإدارة إلى أن توقف التسجيل نهائياً.
يقول أحدهم أيمن.م أن إخفاق واستهتار الإدارة في إيجاد آلية لتوزع السلل الغذائية أدى إلى حرمان المحتاجين الحقيقيين من الاستفادة من المعونات لافتاً إلى أن إرسال السلل إلى الجمعيات ما هو إلا حجة لإخفاء السرقات لكون معظم السيارات التي تحمل هذه السلل تعود لتجار اشتروا هذه المواد وتم صرف الحصص التي تعود للأشخاص المسجلين بموجب الأوراق التي استلموها منهم أي صورة عن دفتر العائلة والهوية الشخصية.
أحد الأشخاص وعن طريق المصادفة قال إنه اشترى سلة من أحد الحاصلين عليها بقيمة 13 ألف ليرة بعد أن باءت كل محاولاته بالفشل للحصول عليها بعد أسبوع من الانتظار في الطوابير مؤكداً أن هذه السلل كان يجري توزيعها على المقربين على حد تعبيره.
في اتصال وردنا من أحد الأشخاص أكد لنا أن قسيمة استلام السلة تباع داخل مقر الجمعية بـ5000 ليرة موقعة من أحد مسؤولي الاتحاد.
وفي اتصال هاتفي مع رئيس مجلس إدارة الاتحاد محمد رفيق مريري للاستفسار عن الموضوع أوضح أن لا شأن له بسلة رمضان وإنما صلاحياته تنحصر في أمور الطبابة فقط وأن الموضوع من شأن المدير التنفيذي لصندوق العافية الخيري الذي باءت كل محاولاتنا للوصول إليه بالفشل وخاصة أن «التلفون» الخاص به لا يجيب أبداً.
وفي هذا الإطار طالب عدد من الأشخاص المعنيين وزارة الشؤون الاجتماعية التحقيق في الموضوع مشيرين إلى أن صندوق العافية الخيري قدم مساعدات لجمعيات لا تملك المصداقية ولا توصل المعونات إلى مستحقيها الحقيقيين في ظل وجود أخطاء ومحسوبيات وأمور خفية.
رجاء يونس
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد