مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة يضيء شمعته الثالثة في دار الأوبرا
أهدى مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة دورته لهذا العام إلى روح المخرج السينمائي الراحل مروان حداد مذكرا بهذه القامة الفنية العالية التي كان لها دور كبير في إغناء المكتبة السينمائية الوطنية سواء عبر أفلامه التي كان أبرزها فيلميه “حبيبتي يا حب التوت” و”الاتجاه المعاكس” أو حتى من خلال ترجمته للعديد من الكتب وأهم المؤلفات عن الفن السابع أو حتى من خلال إدارته للمؤسسة العامة للسينما بين عامي 1989 و2000 مشرفا على العديد من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية على يد نخبة من المخرجين السوريين الرواد.
ونقل المهرجان في حفل افتتاحه الذي أقيم أمس في دار الأوبرا أجواء لافتة من أفلام مشروع دعم سينما الشباب الذي تديره المؤسسة العامة للسينما منذ خمس سنوات ليذكر هذا الافتتاح بأجواء مهرجان دمشق السينمائي الدولي حيث أتت هذه التظاهرة احتفالا بالسينما كفن يقف كثقافة حياة في وجه ثقافة الموت التي يحاول الإرهاب الدولي المنظم تعميمه على نواحي الحياة السورية وليشاهد الحضور في مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون مستويات متعددة من الاحتفاء بالسينمائيين الشباب الذين قدموا أكثر من مئة فيلم على مدى السنوات الأخيرة.
وتخلل حفل افتتاح المهرجان في دورته الثالثة تكريم العديد من الشخصيات السينمائية السورية والعربية كان أبرزهم الأمير أباظة مدير مهرجان الاسكندرية السينمائي وصبحي سيف الدين نقيب السينمائيين اللبنانين والكاتب حسن سامي يوسف والفنان دريد لحام والفنانة أنطوانيت نجيب والمخرج عبد اللطيف عبد الحميد والمخرج الراحل مروان حداد الذي تسلمت عنه أرملته صفاء المدني درع التكريم حيث صعد هؤلاء إلى منصة التكريم مشيدين بدور هذا المهرجان اليوم في دعم ومساندة المواهب الجديدة ودفعها إلى الأمام لإنتاج نخب سينمائية واعدة قادرة على رفد الفن السابع في سورية بخلاصة رؤاهم وهواجسهم وتطلعاتهم نحو سينما وطنية ملتزمة بهموم جمهورها.
وتشكلت لجنة تحكيم المهرجان لهذه الدورة برئاسة المخرج نجدة إسماعيل أنزور وعضوية كل من الكاتب حسن م. يوسف والناقد فاضل الكواكبي والممثلة ندين تحسين بك والفنانة سلمى المصري والممثلة نوار يوسف إذ ستحكم هذه اللجنة على مدى ستة أيام أكثر من ثلاثين فيلما روائيا قصيرا لثلاثين مخرج ومخرجة يتنافسون فيه على جوائز هذه الدورة التي اتت احتفالا بالذكرى السبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن.
المهرجان لهذا العام شهد حفل افتتاح لافت أخرجه الفنان مأمون الخطيب بالتعاون مع الناقد فراس محمد فعبر لوحات راقصة أدتها فرقة جلنار بإدارة الفنان أحمد جودة شاهد جمهور المهرجان ما يشبه بانوراما بصرية ومشهدية من أفلام سينما الشباب جنبا إلى جنب مع مشاهد من الأفلام الروائية الطويلة المحترفة لتكون هذه البانوراما بمثابة لقاء بين أجيال متعددة من صناع الفن السابع في سورية شارك فيه كل من الفنانين يامن الحجلي ومحمد الأحمد ولمى الحكيم ورنا جمول وجود سعيد إذ عبر هؤلاء عن شغفهم بالسينما كفن يدافع عن الإنسان بعيدا عن أي شيء آخر.
الكاتب حسن م يوسف قال إن هؤلاء الشباب المشاركين في المهرجان قدمو أعمالا سينمائية في ظروف صعبة وتكاليف محدودة و إن هذه التجارب هي خطوة أولى على طريق الفن الطويل مشددا على ضرورة أن يتعلم هؤلاء الشباب من هذه الافلام وهم مرشحون لكتابة أفلام أكثر نضجا وهذا يدل على أن سورية تعطي فرصا لأبنائها وهذا يسير في اتجاه النصر القريب.
وأشار يوسف الذي يشغل عضوية تحكيم المهرجان لهذا العام إلى أهمية إقامة مثل هذه التظاهرات بهدف تحفيز هؤلاء الشباب للتنافس فيما بينهم ومع مخرجي الأفلام القصيرة أيضا في العالم موضحا أن السينما السورية لا تزال تقدم نفسها كسينما متميزة ووطنية تدافع عن الهوية العربية السورية وهي سينما تقدم جماليات خاصة وفكرا خاصا فهي بالعموم الأكثر نضجا من بين كل السينمات العربية.
بدوره أشار المخرج نجدت أنزور رئيس لجنة تحكيم المهرجان إلى أهمية إقامة مثل هذه التظاهرات ولا سيما التي تخص الشباب باعتبارهم أمل سورية ومستقبلها ومن الطبيعي أن تكون السينما هي إحدى أدوات التعبير لدى الشباب عن النسيج الاجتماعي السوري الموجود داخل سورية لافتا الى أن السينما الآن في ظل الحصار المفروض على التلفزيون برزت أهميتها لأنه باستطاعتها كسر كل الحدود والنفاد خارج إطار السيطرة الخليجية على التلفزيونات العربية.
وبين أنزور أن الفرصة موجودة الآن أمام كل موهوب لتقديم موهبته وبالتالي الموهبة الحقيقية ستظهر ونقف معها ونشجعها ونحن بحاجة إلى هذا النوع من التظاهرات متمنيا أن يكون هناك أكثر من مؤسسة غير المؤسسة العامة للسينما ترعى مثل هذه التظاهرات ولا سيما القطاع الخاص باعتبار السينما تعكس الموقف الحضاري والإنساني لأي شعب في العالم.
أما الكاتب محمود عبد الواحد فأشار إلى أهمية مهرجان سينما الشباب الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما بهدف إتاحة فرصة كبيرة للجيل الجديد للتعبير واكتشاف مواهبه وتقديم أفلام سينمائية جيدة تستطيع منافسة أفلام الكتاب والمخرجين المحترفين معبرا عن تفاؤله بوجود جيل من الشباب يتحضر الآن ليكون جيلا سينمائيا مهما يرفد السينما السورية بأفلام سينمائية مهمة.
ويستمر المهرجان بتقديم حفلاته في دار الأوبرا بمعدل حفلتين يوميا في الساعة الثالثة بعد الظهر والسادسة مساء في مسرح الدراما والقاعة المتعددة الاستعمالات وذلك حتى السادس والعشرين من نيسان الجاري والدعوة عامة إذ ستقدم في المهرجان عشرات الأفلام الروائية القصيرة التي أنتجتها المؤسسة لمخرجين هواة ومحترفين ومعظمها تم تصويره في سنوات الأزمة عن الحرب الظالمة التي فرضت على سورية.
سامر اسماعيل و شذى حمود
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد