«داعش» في التل نكايةً بـ«النصرة»
مرّة أخرى تهدّد «النكايات» بتفجير الوضع في مدينة سوريّة جديدة. مسرح الحدث هذه المرّة هو مدينة التل (14 كيلومتراً شمال دمشق)، وحملت آخر التطورات فيها أنباءً عن انقطاع طريق التل ــ عين منين، على خلفيّة ظهور مجموعة مسلّحة تابعة لتنظيم «الدولة الإسلاميّة».
وعلى الرغم من استمرار حركة السير على بقية الطرق، وعلى رأسها طريق التل ــ دمشق (الذي بات بمثابة بوّابة إجباريّة للوصول إلى دمشق من معظم المحافظات بعد خروج طريق حرستا عن الخدمة)، غيرَ أنّ الاحتمالات تبقى مفتوحة في ظل استمرار التوتر في المنطقة. ولا يبدو التوتر الجديد منفصلاً عن مجمل التطوّرات التي شهدتها المدينة خلال الشهور الأخيرة، وهي تطوّرات تصبّ في مجملها في خانة «النكايات» بين «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» من جهة، ومسلّحين محليّين انشقوا عنها وأدّوا فروض الطاعة لتنظيم «داعش» نكايةً بها. وتؤكد مصادر محليّة أنّ «مخاوف السكّان تزايدت خلال الشهرين الأخيرين من تحوّل مدينتهم إلى ساحة معارك مفتوحة، بعد أن أفلحت جهودٌ ووساطاتٌ في احتواء التوترات سابقاً وعقد اتفاقات مع النظام (الدولة السورية)». وتعود بذور المستجدّات إلى انشقاق عدد من المسلّحين عن «جبهة النصرة» في المنطقة، ثمّ قيامهم بالتواصل مع قيادات «شرعيّة» داخل «داعش» وتقديم «البيعة» للتنظيم.
استمرار حركة السير على طريق التل ــ دمشق
«بدأ الأمر أشبه بانتقام من قيادة النصرة في التل، ثمّ تطوّر إلى تأسيس خلايا نائمة راحت تنشط بنحو متزايد في الشهرين الأخيرين»، يقول أحد المصادر. وخلال الشهر الأخير قام مسلّحو التنظيم برفع رايته على نقاطٍ عدّة، من بينها «مقر قيادة» في حي وادي موسى. وفي منتصف الشهر الماضي حامت الشكوك حول خليّة تابعة للتنظيم في قضية اغتيال «قائد كتيبة سيوف الحق» أبو المجد حيدر، الذي وُجد مقتولاً في منزله. ووفقاً للمصادر المحليّة ذاتها، فإنّ «هذه الحادثة كانت بمثابة فتيل أدّى إلى احتدام الأوضاع، حيث هدّدت «جبهة النصرة» بتصفية كل ذيول التنظيم، بعد أن حصلت على معلومات تفيد بعزم خلايا التنظيم على تنفيذ عمليّات تستهدف قادتها». ويسعى بعض الوجهاء إلى احتواء التوتر الأخير، وإلى منع أي توتر جديد عبر «العمل على تسوية تضمن مغادرة خلايا التنظيم للمدينة نهائياً» وفقاً لمصدر محليّ. لكنّ الجهود المبذولة تصطدم بعوائق عدّة، على رأسها «الشكوك بوجود خلايا أخرى مرتبطة بالتنظيم غير تلك التي أعلنت وجودها، ما يعني أنّ أي تسوية تُبرم الآن ستكون مهدّدة». المصدر القريب من أحد الوجهاء أكّد أنّ «مغادرة العناصر للمدينة سيكون عبر اتفاق مع النظام (الدولة السورية)، وبضمانة الوسطاء، ما يعني أنّ الوسطاء سيكونون مسؤولين عن أيّ تهديدٍ للتسوية تشكّله أي مجموعة مرتبطة بالتنظيم».
صهيب عنجريني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد