أسامة أنور عكاشة: الدراما السورية تقدم مستويات غير قابلة للتحدي
أسامة أنور عكاشة كاتب أعطى للنجومية معنى جديداً وقدم أعمالاً إبداعية متكاملة في طروحاتها ضمن مشروع فني ثقافي متكامل, ففي كل عمل يطرح أسئلة جديدة حول قضايا جديدة حول الوطن , الانسان والأمة ويثبت أن الانجح من الاعمال هي الأقرب من الناس وهمومها الحقيقية من / الشهد والدموع/ إلى /ليالي الحلمية / بأجزائه الخمسة / أرابيسك / زيزينيا / أبو العلاء البشري / وغيرها الكثير ... فأعماله تقارب الاربعين عملاً درامياً , امتلك منها مشاعر المتلقي وعقله بدقته ومهارته في التقاط أدق التفاصيل الانسانية الفريدة , وبدا كشاعر حوّل عناصر الدراما إلى أبيات من الشعر والقصائد التي تكتنز بالمشاعر الانسانية والمفردات الجمالية الخاصة إلى جانب المقولات الراقية وكما يقول : أبذل قصارى جهدي للارتقاء بأعمالي الدرامية وأحارب جهراً أي عمل سطحي .
عبر لقاءاته الصحفية يصرح بكل جرأة عن مواقفه تجاه سلبيات الواقع , دون الاعتبار لأي شيء عدا الموضوعية وقول الحقيقة على مرارتها .
في زيارته الاخيرة لدمشق كان معه اللقاء التالي
والبداية كانت حول الدراما والفن السوري .
* دوماً يتم الحديث عن أهمية الاعمال التاريخية السورية فقط دون الاجتماعية منها من قبل المثقفين المصريين .. فما رأيك ..؟
** بالعكس العمل الاجتماعي السوري جيد أيضاً , والخط البياني للدراما السورية في تصاعد وأرجو أن تنجو من الامراض وتجارة الاعلان لأنه كفيل بتهديم أي فن , لذلك يجب أن تنتهج نظم إنتاج تحميها كي لاتقع كما وقعت فيه الدراما المصرية بتسيير الاعلان عليها , خاصة ان الدراما السورية تقدم مستويات غير قابلة للتحدي وقد رأينا أعمالاً شديدة الجمال , فالسوريون اتجهوا بذكاء شديد نحو الكيف وتبين أن لديهم الخبرة الكافية والكاملة في ذلك , وقد فرضت الدراما السورية احترامها على المتلقي بكل جدارة .
* بصراحة يقال هناك نظرة استعلاء نحو الفن السوري حيث لانرى مسلسلاً سورياً في التلفزيون المصري ..؟
** أي استعلاء هذا , وبإمكان أي مصري أن يرى الدراما السورية عبر /سلك يمده من طرف الحارة / ليتابعها جميعها عرضها التلفزيون المصري أم لم يعرضها وأؤكد أن المصريين متابعون للأعمال السورية .
* كيف ترى دور المثقف تجاه مجتمعه ..؟
** المثقف عليه مهمة هو ممنوع من أدائها لأنه لايستطيع العمل ضمن الانظمة الشمولية إذ يحتاج إلى مناخ من الحرية والانطلاق , إيماني بدوره كبير لكنه يحتاج إلى معجزات لينجز دوره , فهل يعقل أن نقيده ونقول له - اعمل - فهو يتحايل بكثير من الطرق من أجل إيصال فكرته - وإلا ماالذي يجعل الفنان يلجأ إلى الاسقاط والرمز وغيره , فلا بد من الاعتراف بهذه الحقائق وعلينا ألا ندفن وجوهنا في الرمل .
* آراء كثيرة تؤكد أن السينما أهم من التلفزيون تأثيراً على كافة الاصعدة وعلى الاخص ... الرأي العام العالمي ... فما رأيك ..؟
** علينا ألا نستمع لكلام النقاد فالتلفزيون جهاز يتفرج عليه الملايين , وبالنسبة للتأثير على الرأي العالمي , علينا أن ننهض بالرأي العام في مجتمعنا العربي أولاً , نتخلص من التخلف والقيود الكثيرة وبعدها نفكر بالانطلاق إلى التأثير في الرأي العام العالمي فهناك أزمات كثيرة أولى بمعالجتها , فلا نملك حريتنا وتصادر الضمائر , وهناك انحدار في الذوق العام وغيرها الكثير ...
لذلك لابد أن نلغي التفاؤل بانتظار أي تقدم مالم نتحرر من كل تلك العبودية .
* يتم الاستخدام للفن السينمائي لتصوير الكثير من المفاهيم المبطنة بالعداء والصراع تجاه العرب وكأنها أيضاً ساحة حرب ... وفيها التقزيم للشخصية العربية ما يؤثر على الرأي العالمي أيضاً ..؟
** هل نطالب الآخرين بالدفاع عن مصالحنا أكثر من مصالحهم , فنحن المسؤولون أولاً وأخيراً سواءحاربونا عبر السينما أم لم يحاربونا والمفروض نحن من ندافع عن قضايانا , لا أن نلقي بتقصيرنا وعجزنا على الآخرين فقط وما أراه في السينما الامريكية الاهتمام بالامريكاني والمجتمع الامريكي هذه ثقافتهم يدافعون عنها , وهل نطالبهم بالدفاع عن ثقافتنا .
آنا عزيز الخضر
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد