بخلاف الأوامر التركية.. «النصرة» تواجه تركمان «الآمنة» بحلب
ردت جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، على ضغوط الحكومة التركية عليها بإخلاء مناطق سيطرتها المحاذية لمناطق هيمنة تنظيم داعش الإرهابي شمال حلب لمصلحة مجموعات إرهابية مسلحة موالية لها ولاسيما التركمانية، باختطاف أهم قادة «لواء السلطان مراد» ذي الأغلبية التركمانية والموكل إليه حماية «المنطقة الآمنة» التي تزعم وتعتزم تركيا إقامتها في المنطقة.
وأوضحت مصادر أهلية في قرية بيانون بريف حلب الغربي، أن المعلومات التي نقلها لهم قادة مجموعات معارضة تفيد بتصفية ابن القرية عمار حاج غازي والملقب بعمار برهو البيانوني القيادي في لواء «السلطان مراد» على يد «النصرة» التي اختطفته من دون تبني العملية الخميس الفائت على الطريق الذي يربط القرية بحلب.
وبين مصدر معارض في حركة «نور الدين الزنكي» ، أن «النصرة» عمدت إلى اختطاف البيانوني بعد تسليمه بأوامر من الحكومة التركية نقاط تمركزها في قريتي أم حوش وأم القرى شمال حلب، وهي من أهم جبهات قتال داعش مثلما فعلت في مناطق أخرى عديدة غدت تحت سيطرة كتائب وألوية تركمانية و«الزنكي» و«الجبهة الشامية» التي انفصل عنها البيانوني وانضم لـ«السلطان مراد».
وتوقع ناشطون ، أن ترتفع حدة التصعيد بين النصرة و«السلطان مراد» وبقية الألوية التركمانية لتصل حد المواجهة المسلحة، وذلك بعد أنباء عن عزم فرع القاعدة مواجهة المسلحين التركمان الموالين والمدعومين من الحكومة التركية والمعول عليهم حماية «الآمنة» التركية.
وتزامن ذلك مع إعلان «حزب النهضة السوري التركماني» المعارض على صفحته الرسمية عبر فيسبوك عن قبوله طلبات التسجيل لتطويع الشباب التركماني للخدمة داخل «المنطقة الآمنة» بصفة حفظ نظام وشرطة، ما يؤكد مخاوف النصرة وبقية المجموعات المسلحة المتخوفة من الدور المشبوه للتركمان في المرحلة المقبلة.
وجاء في إعلان «الحزب» أنه سيقيم للمتطوعين، الذين اشترط أعمارهم بين 18 و35 سنة، «دورة تدريبية» لشهرين في مدينة غازي عينتاب وبراتب شهري مقداره 500 دولار أميركي من تمويل الحكومة التركية التي لم تعلق على الإعلان، الأمر الذي أثار استياء وحنق مجموعات المسلحين شمال حلب.
وكان «حزب النهضة السوري التركماني» تشكل مطلع 2013 في تركيا إلى جانب «المجلس التركماني السوري» و«الحركة التركمانية» بعد أن سبقتهم إلى النور «الكتلة الوطنية التركمانية السورية» في شباط 2011، وجميعها لها ممثلون داخل «الائتلاف» المعارض وفيما يسمى «الحكومة المؤقتة».
يذكر أن «المجلس التركماني السوري» المعارض أعلن في 6 الشهر الماضي على لسان رئيسه عبد الرحمن مصطفى عن نية المجموعات التركمانية المقاتلة في سورية إنشاء «جيش تركماني» ريثما تسمح الظروف بذلك، ولعل بادرة «النهضة السوري التركماني» خطوة في هذا الاتجاه، ما يعني إقصاء باقي مكونات المجموعات المسلحة من عملية إدارة وحماية «الآمنة» في حال تأسيسها.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد