اليمن: «التحالف» يعطل الهدنة باسم الحكومة العميلة
لم تبادر دول «التحالف» الذي يقود حرباً على اليمن، إلى إعلان موقفها من الهدنة الإنسانية، التي كان يفترض أن تستمر حتى نهاية رمضان، إلا بعد مضي اليوم الأول على دخولها، عملياً، حيز التنفيذ. قال «التحالف» صراحة إنَّه غير معني بهذه الهدنة، عازياً ذلك إلى كونه لم يتلقَّ طلباً من الحكومة المستقيلة تدعوه إلى الالتزام بها.
يفسر ذلك سعي «التحالف»، منذ مؤتمر جنيف قبل شهر، إلى تعطيل أيّ مسعى يتعلَّق بفرض هدنة إنسانية، بحجة أنَّ «الطرف الآخر»، أي الجيش اليمني و «أنصار الله»، لن يلتزم بها وسيحاول الاستفادة منها.
ومع تكثيف الغارات الجوية، انهار إلى حد بعيد الأمل بصمود الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن، فيما أعلن المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري أنَّ الحكومة اليمنية، المقيمة في الرياض، لم تطالب «التحالف» الذي يقصف اليمن الالتزام بوقف إطلاق النار، وذلك برغم تأكيد الأمم المتحدة حصولها على ضمانات كافية تؤكِّد التزام جميع الأطراف بالهدنة للسماح بإيصال المساعدات الضرورية لملايين اليمنيين.
وقال عسيري: «نحن في (إعادة الأمل) غير معنيين بهذه الهدنة، لأنَّه ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية»، نافياً ما جرى تداوله بشأن التزام جميع الأطراف بالهدنة. كما شدَّد على أن قوات «التحالف» غير معنية بهدنة من طرف واحد «لأنها ستؤدِّي إلى نتائج عكسية، ولن تخدم المواطن اليمني».
وتواصل القصف خلال اليومين الماضيين على جميع أنحاء اليمن، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص في غارات جوية، بحسب مصادر طبية.
وقتلت عائلة من ثمانية أفراد عندما قصفت الطائرات الحربية العربة التي كانت تقلها في محافظة البيضاء وسط البلاد، كما لقي مدنيان آخران حتفهما في مدينة تعز الجنوبية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية ـ «سبأ» إنَّ 12 شخصاً، بينهم طفلان، قتلوا في غارات شنَّها «التحالف» في أجزاء مختلفة من البلاد، مشيرة إلى أنَّ الغارات الجوية أصابت أيضاً العيادات الخارجية لمستشفى عسكري في صنعاء، وشاحنات تحمل إمدادات غذائية في مدينة عدن الجنوبية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا يوم الجمعة الماضي، جميع الأطراف إلى احترام هذه الهدنة الإنسانية التي أعلنتها المنظمة الأممية، داعياً إلى «تعليق العمليات العسكرية خلال الهدنة» و»التحلي بضبط النفس إذا اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب أيّ تصعيد».
وقبيل بدء سريان الهدنة المفترضة، أعلن زعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، في بيان، بثته قناة «المسيرة»: «بالنسبة إلى الهدنة، ليس لدينا أمل كبير بنجاحها». وأكد أنَّ «نجاحها مرتبط بالتزام النظام السعودي ورهن بتوقُّف العدوان كلياً». واشترطت الجماعة، على لسان المتحدث باسمها محمد عبد السلام، «وقف الغارات الجوية وفك الحصار عن البلاد من أجل حل المشاكل العالقة».
ونقلت وكالة «سبأ» عن عبد السلام قوله لدى وصوله صنعاء قادماً من العاصمة العُمانية مسقط، على رأس وفد الجماعة، إنَّ «التوجه الحقيقي لأنصار الله، هو وقف العدوان على اليمن بالكامل، وفك الحصار، وليس نحو إبرام هدنة قصيرة»، مضيفاً أنَّ «كل ما طرحناه في تلك المشاورات (في مسقط)، هو وقف العدوان بالكامل وفك الحصار، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، ثم تحل المسألة السياسية».
في موازاة ذلك، دعت سلطنة عُمان جميع الأطراف إلى الالتزام التام بالهدنة الإنسانية. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية العُمانية، مساء أمس الأول، إنَّ «السلطنة تابعت بترحيب البيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن موافقة جميع أطراف الصراع في اليمن، على الهدنة الإنسانية اعتباراً من يوم الجمعة العاشر من شهر تموز الجاري»، موضحاً أنَّ «السلطنة تبارك هذه الخطوة والجهود الدولية المبذولة برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وتدعو كل الأطراف إلى الالتزام التام بهذه الهدنة والامتثال للقانون الإنساني الدولي والعمل مع الأمم المتحدة والوكالات الدولية لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين والمحتاجين في كل أنحاء اليمن».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد