المحاربة بالأتراك في سـوريا
أولوية الولايات المتحدة هي قصف «داعش» من الجو، أما على الأرض فقوات الحماية الكردية. وفي المحصلة تغيير دائم في صورة المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
ليس مبالغة القول إن البلد الأكثر تأثراً بالتغيير هو تركيا. مع الوقت كانت الكلفة عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وسياسياً تزداد.
نتحدث عن اللاجئين وعن الأسواق الاقتصادية التي ضاعت، ومعابر التجارة التي أغلقت، وعن الذاهبين من الشباب إلى الحرب، وعن السياسات الداخلية والخــارجية. لقد فقــدت سوريا والعراق وصف ان تكونا دولتين. وهذا الوضــع سيستمر لسنوات طويلة. وغامض جداً ما ستكون عليه وحدة الأراضي ونموذج الدولة.
الحقيقة الوحيدة اليوم أننا أمام جار متعدد بنى الدولة وغارق في حرب. بنى دولتية موجودة في تحالفات مع منظمات ودول. توجد الإدارة الذاتية للأكراد و «داعش» والنظام السوري. هذا المشهد يشكل مشكلة لتركيا، خصوصاً أن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين الأتراك يحاربون هناك. ويظــهر ذلك من العــدد الكــبير من المقاتلين الأتراك في سوريا والعــراق الذيــن يُدفنون في تركيا. فقط هناك 500 مواطــن تركي في صفــوف قوات الحماية الكردية في سوريا قد أعيدوا إلى تركيا لدفنهم. والإحصاءات تشير إلى أن عدد الجرحى هو أكبر من ذلك بـ 3 إلى 4 مرات.
يجب التفكير منذ الآن بهذه الكلفة، ليس فقط من زاوية فقدان الأرواح بل لجهة تعزيز الكراهية والغضب، وما يمكن أن تصل إليه هذه الأمور. نحن في مرحلة لا نستطيع أن نعرقل الحدود السياسية ولا الأفكار ولا المشاعر، لذا لن يكون مفاجئاً إذا ما انتقلت الصدامات من العــراق وســوريا إلى داخل تركيا. نحن هنا لا نقصد فقط الحركات العنفية التي يمكن أن تستهدف الدولة، بل انتقال الحرب مع «داعش» إلى الداخل التركي.
لقد انتقدت تركيا طويلاً على أنها لم تعرقل مرور «المحاربين الإرهابيين الأجانب» عبر أراضيــها إلى سوريا. اليوم المطلوب ليس فقط منع عبور المقاتلين الأجــانب، بل أيضاً المقــاتلين الأتراك إلى هناك. العقل السياسي، كما خــطأ غض النظر عن عبور الأجانب إلى سوريا، يقول أيضاً إن تحــشيد المقاتلين والجنود من دول ومجموعات أجنبــية هو جريمة بنظر القانون الدولي.
السفير نقلاً عن نهاد أوزجان ـ «ميللييت»
إضافة تعليق جديد