البحوث العلمية بحي الراشدين في حلب مربع مقتل للمسلحين
خلال الايام الماضية تصاعدت حدة المعارك في حلب بين الجيش السوري والمسلحين تركزت في المحور الغربي للمدينة , الجماعات المسلحة أطلقت على معركتها "فتح حلب " بالمرحلة الثانية , الاشتباكات بدأت منذ عصر يوم الخميس المصادف 3 اب - 2015 واستمرت لاكثر من 20 ساعة من محور الاشرفية والخالدية وحي جمعية الزهراء مرورا بالليرمون وصولا الى البحوث العلمية , شاركت فيها فصائل اسلامية متشددة تحت تنظيم جديد عرف بأسم غرفة عمليات انصار الشريعة التي تضم عدة فصائل مسلحة ابرزها جبهة النصرة واحرار الشام اضافة الى جيش المهاجرين والانصار ذات الاغلبية الشيشانية.
أهمية البحوث العملية :
للبحوث العلمية أهمية استراتيجية لاعتبارها البوابة الغربية والحامية الرئيسية الاولى لمدينة حلب ,تكمن في موقعها الجغرافي المطل علىها حي الراشدين الاول والمنصورة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة منذ بداية الازمة السورية , حي الراشدين الاول عبارة عن أبنية مخالفة ,تنتشر في محيط المركز والتي كانت لها دور مهم في مجريات المعركة لصالح المسلحين ,حيث من المفروض أن يكون حرم الحماية لمحيط الابنية والمنشئات العسكرية مساحة مابين ال 300 متر - 500 متر وحسب الأنظمة والمراسيم الناظمة لضابطة البناء والنظام العمراني فهي تعتبر ابنية مخالفات والتي تتحمل مسؤولية بنائها ادارة الخدمات الفنية والبلديات سابقا .
كيف سيطرت الجماعات الاسلامية المتشددة على مركز البحوث ؟
السيطرة على البحوث ربما روجتها اعلام المعارضة على أنها معركة فتح حلب الا أنها في حقيقة الامر كانت معركة شخصية بالنسبة للعقيد المنشق المهندس محمد العمر ضابط في البحوث سابقا يعاونه المهندس وليد شنّاق و المهندس المنشق جمال ريحاوي الذي له خبرة واسعة في صناعة الصواريخ وهم من العاملين الذين درسوا على حساب المركز في السنوات السابقة للحرب , 1500 مسلحا هاجموا المركز , استخدمت فيها الجماعات الاسلامية المتشددة صواريخ زلزال , 500 جرة غاز محشوة بخردة الحديد ومادة (السي فور) شديدة الانفجار وصواريخ غراد عيار 107 كورية قصيرة وقذائف هاون اضافة الى صواريخ تاو الامريكية استخدمت على دشم فردية .. بهذه الكمية قصفت البحوث خلال 48 ساعة من قبل الاسلاميين المتشددين باسم غرفة عمليات أنصار الشريعة التي تضم (جبهة النصرة , احرار الشام ,وعدد من الفصائل المسلحة ) اضافة الى جيش المهاجرين والانصار ذات الاغلبية الشيشانية .. وتحت هذا الكم الكبير من النيران انسحب الجيش من مركز البحوث للحفاظ على ارواح باقي عناصر المقاتلة الى الخطوط الخلفية من البحوث أدت الى استشهاد 6 وجرح 17 بينهم موظفي المركز .
لماذا تعتبر مقتل المسلحين ؟
مركز البحوث يقع في منطقة منخفضة مساحتها 1 كم مربع يحاصرها الجيش السوري ناريا من ثلاث جهات, الفاملي هاوس شمالا وكتيبة الزهراء المدفعية وحلب الجديدة شرقا ومعمل الباتنجكي للكارتون ومقالع الحجر جنوبا ويبقى المنفذ الوحيد للمسلحين من الجهة الغربية وطريق امدادهم الى دارة عزة مرورا ب"المنصورة" و "حور" و "عنجارة" ..
وبحسب معلومات مؤكدة بأن قتلى المسلحين وصل قرابة 500 قتيل خلال اليومين الماضيين اثر قصف للجيش السوري على مواقعهم في البحوث , وهو عبارة عن مربع مقتل المسلحين ...
ماذا حدث بعيد سيطرة المسلحين على البحوث ؟
الجماعات المسلحة استقدمت تعزيزات من دارة عزة مايقارب ال 3000 مسلح ... لتعزيز وجودها في هذا الموقع التي تعتبرها معركة حياة او موت لها خاصة بعد المعركة الشرسة التي قادها الجيش السوري اليوم ,بدأت منذ الساعة الثانية صباح هذا اليوم حتى ال 8 والنصف مستخدما قوة نارية هائلة.
تخوف الشارع الحلبي ربما يكون في محله بعد هذه السيطرة الا أنه يجب الحذر وسط الترويج والتهليل الاعلامي على انجاز الجماعات الاسلامية المتشددة كتغطية لخسائرها من هذا التقدم ,لذلك لابد من استرجاع البحوث العلمية بسبب أهميتها الاستراتيجة والمعنوية من قبل الجيش السوري والتي تعزز من البوابة الغربية للمدينة , القرار أتخذ وباقي ساعة الصفر لبدء العملية ومن المتوقع أن تكون عملية استنزاف للجماعات المسلحة .
خالد اسكيف
المصدر: وكالة اوقات الشام الإخبارية
إضافة تعليق جديد